الخميس، 22 سبتمبر 2011

المونسنيور زيدان... وكفى بقلم غسّان حجّار - النهار - أيلول 2011



أعلن الفاتيكان موافقته على انتخاب المونسنيور كميل زيدان مطراناً في الكنيسة المارونية ونائباً بطريركياً قيماً على الدوائر البطريركية. وهو الرجل الذي انتهج التنظيم الدقيق في حياته كما في المناصب التي تسلمها، خصوصاً في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، حيث تعرفت اليه وكنت بعد صحافياً يافعاً.
منذ ذلك الزمن، لم يتغير الرجل ولم يتبدل، ولم يسمن، ولم يحقق مالاً ولا جاهاً. ظل على تواضعه، محافظاً على هيبة رجل الدين، والمربي، والإداري الناجح.
قد يجد حوله كثيرين يمدحون صفاته، وسيزيدون في الآتي من الأيام بسبب المصالح الكبيرة والكثيرة للناس في الدوائر البطريركية، ستفيض عليه المغريات والعطايا، والدعوات خصوصاً. لكن كل هذا لا ينفع، أي انه لا يقدم ولا يؤخر في الموقف الذي يتخذه المطران زيدان، اذ يشهد تاريخه على انه لم يتأثر بأجواء محيطة، مريحة أو مغرية، أو ضاغطة خصوصاً، وقد مورست عليه ضغوط كبيرة من سياسيين، عندما كان يحارب وحيداً بعض خطط تربوية ومشاريع مشبوهة لتغيير واقع التربية في لبنان، والتي كانت تؤدي حكماً الى تغيير هوية البلد.
كان يعي تمامًا ما يجري ويحاك، وكان يردد أمامي أن هذه الخطة أو تلك على بساطتها، ستترك مفاعيل خطرة تظهر نتائجها بعد نحو 15 الى 20 سنة، "لذا علينا مواجهتها اليوم".
كان يلازم مكتبه في الأمانة العامة في شارع مونو، قبل المباشرة في بناء الأمانة العامة الحالية في عين سعادة، واذ كنت أقول له "هل أقصدك في مونو؟" يبتسم ويقول بصوته الخافت. "مونو لنا في النهار ولغيرنا في الليل، فلا تتأخر في القدوم حتى تجدنا".
لا يهم أين نقصدك سيدنا، المهم ان نأتي اليك، وان نجدك على الدوام، كما عهدناك، أنت أنت، المونسنيور زيدان، الحاضر دائماً وأبداً.
غسان حجار      
ghassan.hajjar@annahar.com.lb     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق