الخميس، 22 سبتمبر 2011

لكم بطريرككم ولنا بطريركنا


كتب أحمد عيّاش - النهلر - أيلول 2011
ليس معروفاً كيف كان رد فعل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عندما ارتفعت امس في جولته على بعلبك – الهرمل صورة مركّبة تجمعه مع الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله للترحيب به، لكن الصورة الجامعة تؤكد ان اصحابها ما زالوا عند القراءة غير المجتزأة لمواقف البطريرك الاخيرة في باريس حيث دافع عن فكرة اعطاء الاسد فرصة لتنفيذ الاصلاحات وتخوّف من فوز "الاخوان المسلمين" بالسلطة في سوريا. كما دافع عن سلاح "حزب الله" حتى ايجاد حل لمشكلة توطين الفلسطينيين في لبنان.
منذ عودته الى لبنان من فرنسا تصاعدت موجة الحفاوة والاشادة في صفوف 8 آذار بالبطريرك كأنه واحد منهم. في حين سادت خيبة امل في صفوف 14 آذار لفقدانهم من كانوا يظنونه بطريركا محايداً إذا لم يكن واحداً منهم.
لا بد من الاعتراف بالتحولات التي اصابت لبنان منذ ان قرر التحالف السوري – الايراني الاطاحة بنتائج انتخابات عام 2009 التي أتت بالرئيس سعد الحريري رئيساً لحكومة تضم غالبية 14 آذار وفرض حكومة اصبحت فيها 8 آذار اكثرية بعدما كانت اقلية بموجب هذه الانتخابات. وتوسعت تدريجاً دائرة نفوذ هذا التحالف فأسقط وسطية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأدار بوصلة مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ليصل الى تغيير خطاب سيد بكركي.
لا جدل في ضرورة اعادة النظر في حكاية "المعاطف السود" التي تشبه اليوم حكاية "ليلى والذئب" والتي اطاحت حكومة الحريري. ولا بد من حكاية اخرى تفسر انقلاب مواقف الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب احمد كرامي وابتعاد النائب وليد جنبلاط ونواب "جبهة النضال الوطني" الى ان عاد واقترب. ويجب الاعتراف بأن هذه الشخصيات السياسية والدينية لم تغير مواقفها لأن المسدس كان مصوباً الى رؤوسها، بل على النقيض، ومن كان احق بتغيير الموقف اذ كان المدفع مصوباً الى صدره ولم يفعل هو الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الذي اضاء شعلة ربيع لبنان قبل اعوام من ربيع العرب. لكن بالتأكيد، ان من يغيّر مرة سيغيّر مرة ثانية. والعبرة في ما جرى في موقف الازهر من ثورة مصر.
عندما استذكر البطريرك الراعي امس "صورة الامام الصدر تحت الصليب امام المذبح يتكلم عن لبنان" كان من المفيد ان يتحدث عن ثورة ليبيا التي أسقطت الطاغية التي حرم لبنان نور هذا الامام العظيم.
سألتُ أوساط الحريري عن سعي الراعي لدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعودة الاول الى لبنان فأجابت على الفور: "نحن ايضاً مع مسعى عودة ميقاتي من ايران ودمشق وعودة لبنان من عزلته العربية والدولية". حتى اشعار آخر لدى 8 آذار اليوم بطريركهم ولدى 14 آذار من كان بطريركهم. والايام الآتية ستوضح نظرية من "أُعطي مجد لبنان".
احمد عياش     
ahmad.ayash@annahar.com.lb     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق