الخميس، 22 سبتمبر 2011

هل يخرج «فرسان الموارنة» من خلوتهم الانتخابية بصيغة موحّدة؟ بقلم غراسيا بيطار - السفير 23 أيلول 2011


مشاريع بارود و«مركز فارس» والفرزلي توضع اليوم على مائدة الراعي
هل يخرج «فرسان الموارنة» من خلوتهم الانتخابية بصيغة موحّدة؟

الراعي مستقبلا شكر (حسناء سعادة)
غراسيا بيطار
الى «الخندق الماروني» در. عند التاسعة والنصف من صباح اليوم من المفترض أن يكتمل عقد «القطيع الصغير» حول راعيهم في بكركي. يتصافحون. «يشد» البعض لـ«يرخي» الآخر. يتقاسمون «ثوب» القانون الانتخابي العتيد. في الدعوة الرسمية أن «الغاية من الاجتماع الإطلاع على ما توصلت اليه اللجنة المصغرة والخبراء في شأن مشاريع قوانين الانتخاب والتشاور في توحيد الرؤية حول قانون الإنتخاب». وفي نفوس بعض المشاركين «الاستماع الى كلمة البطريرك بشارة الراعي الافتتاحية ولا بأس من إنفاق ما تبقى من وقت على المداخلات الممتدة لغاية الأولى بعد الظهر. ثم نتناول طعام الغداء على مائدة بكركي ونرحل... كل إلى متراسه».
في المحصلة، لم تصل اللجنة المصغرة الى أي مكان بعد. وزير الداخلية السابق زياد بارود و«مركز عصام فارس» ورئيسه السفير عبد الله بو حبيب، أديا قسطيهما الى العلى الماروني بعدما عرض كل منهما لمشروعه الإنتخابي... والبقية تقع على الأحزاب المشاركة من «التيار الوطني الحر» الى «القوات» و«الكتائب» و«المردة». في اجتماع اليوم من المتوقع أن يرفع الى المؤتمرين مشروعا «بارود» و«فارس» على أن يضاف اليهما ثالث هو مشروع نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي الذي أعلنه باسم «اللقاء الأرثوذكسي».
المعلن فقط هو موقف الكتائب الرافض لمبدأ النسبية لأنه، على ما يقول خبراء كتائبيون يحرم «حزب العائلة» من إمكان الفوز بأي نائب، لذلك ثمة ميل في الصيفي لمشروع الفرزلي علماً بأنه يستند أيضاً الى النسبية لكن لناحية أن «كل طائفة (وكل مذهب) تنتخب نوابها».
في الواقع المسيحي البرلماني هناك أربعة وثلاثون نائباً من أصل أربعة وستين انتخبوا بأكثرية أو حيثية مسيحية وأما البقية فيأتون «بالرافعة المسلمة». ومن هذا المنطلق، «استدعت» بكركي القيادات وراح الجميع يسجل ملاحظات متفرقة. تمنت الأحزاب على بارود أن يدخل بعض التعديلات على مشروعه لناحية أن يكون الصوت التفضيلي واحداً وليس اثنين، علماً أنه يقضي بتقسيم لبنان الى أربع دوائر (الشمال 3، البقاع 3، الجنوب 3، الجبل 4 وبيروت 2).
أما المشروع الثاني الذي يعتمد القضاء دائرة إنتخابية، فيعرّفه «مركز فارس» بأنه نظام الصوت الواحد للناخب الواحد أي أنه نظام أكثري بتجيير محدود في دوائر متعددة المقاعد». يتيح هذا المشروع أمام المستقلين «إبراز حضورهم ويقدم لهم حظوظاً أوفر للفوز» وهذا ربما ما يجعل قلب الأحزاب «المحبة للإحتكار في التمثيل واللوائح» لا يخفق له. وإذا كان «مشروع الفرزلي» يقدم الطائفية على «طبق فج»، فإن هذا المشروع يعتمد «الطائفية المقنعة» لكنه يرفع لواء «تأمين حيثية التمثيل لكل طائفة بحيث لا عودة الى وجوه نيابية لا تمت الى النيابة بصلة».
وبينما تدير الكنيسة بصمت هذا اللقاء واجتماعاته التحضيرية من زاوية «تأمين أكبر تمثيل مسيحي حقيقي بحيث لا يفوز النائب المسيحي بأصوات الناخبين المسلمين سنة كانوا أم شيعة أم دروزا»، تقيس الأحزاب مقارباتها لمشاريع القوانين على مسطرة «مصالحها الحزبية». قد يكون الجميع يرغب في الصميم بمشروع الفرزلي لكنه في العلن لن يعرب عن ذلك نظراً لـ«فظاظته الطائفية».
ماذا بعد بكركي؟ ينعي البعض كل هذه الجهود على اعتبار أنها لن تتخطى عتبة «البيت المسيحي». هذا إذا خرج «فرسان الموارنة» أصلاً بكلمة موحدة من «خلواتهم الانتخابية». فالمنافسة ظاهرية والحياة، على ما يبدو، ستكتب «تمديداً» للقانون الأكثري الحالي خصوصاً وأنه «على قياس» فريق 14 آذار. وثمة من يردّد بأن سعد الحريري اتصل بحليفيه المسيحيين، سمير جعجع وأمين الجميّل، عارضا أن يضحى مثلا بـ«أقليات» باسم الشاب لصالح نائب كتائبي، يبقي على سامر سعادة طرابلسيا، «يسلّف» جعجع نيابة وهبة قاطيشا في عكار، يضحّي بنيابة أنطوان سعد في البقاع الغربي....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق