الأربعاء، 16 فبراير 2011

المختصر في تاريخ المقاومة المسيحيّة (3) للدكتور أندره كحّاله



- من القرن الرابع عشر حتى القرن العشرين
   1- المرحلة المملوكية: حقبة  الانكسار المؤقت
  جاء وصف غارة المماليك على كسروان سنة 1305 على لسان  المؤرخ صالح بن يحيي الأمير البحتري الدرزي المتوفّي في أواسط القرن الخامس عشر  كما يلي: "جهّزنايب دمشق جمال الدين اقش الافرم الى الكسروانيين وجمع جمعاً كثيراً نحو 50 الفاً، مع نايب طرابلس ونايب صفد...واجمعت عليهم(الكسروانيين) العساكر ووطأت ارضاً لم تكن اهلها يظنون ان احداً يطأها وقطعت كرومهم واخربت بيوتهم وقتل منهم خلق كثير وتمزقوا في البلاد ... فاخلى ما كان تأخر في جبال كسروان وقتل من اعيانهم جماعة ثم اعطوا اماناً لمن استقر في غير كسروان ,وجعل الناظر في بلاد بعلبك وجبال الكسروانية بهاء الدين قراقوش "[1]. وعن تبدل طبيعة الاستيطان يقول:"وفي السنة التالية اقطعوه للتركمان وعرفوا بتركمان كسروان(وهم ال عساف)"[2].
 وعن الدفاع تجاه المماليك يقول البطريرك الدويهي :"ان الدروز اتحدوا مع الكسروانيين في الدفاع عن ارض الوطن ضد المعتدين المهاجمين من جهة دمشق وغيرها . وكان عدد المحاربين الدروز عشرة الاف مقاتل بقيادة عشرة امراء، حيث دافعوا في عين صوفر ومغارة نيبيه"[3].
بعد استيلاء المماليك على كسروان وبهدف تامين حماية السواحل من غزوات جديدة للفرنجة تم تنظيم حراسة البلاد بواسطة جماعات متحركة من الانصار مثل آل عساف الذين تولوا كسروان بين 1306 و 1590  (وآل سيفا   فيما بعد الذين تولوا الشمال أواخر القرن السادس عشر)  وال بحتر الذين تولوا بيروت والساحل الجنوبي، وهكذا اصبح لبنان ساحلا وجبلاً تحت حكم امراء مسلمين يعينون بدورهم  المقدمين الموارنة كأتباع لهم في كسروان ولبنان الشمالي.

   كان نصيب لبنان التقسيم والإلحاق بثلاث نيابات مملوكية
·        المنطقة الساحلية من شمالي اللاذقية الى نواحي جبيل ألحقت بنيابة طرابلس
·        منطقة لبنان الجنوبي وصور ألحقت بنيابة صفد
·        منطقة صيدا وبيروت وبعلبك والبقاع ألحقت بنيابة دمشق[4]
  على اثر الخسارة المسيحية للاستقلال التام وتهجيرهم من كسروان مطلع القرن الرابع عشر تقلصت رقعة لبنان المسيحي الى حدود نهر ابراهيم جنوباً وجبة بشري شمالاً حتى خط اهدن زغرتا , وهاجر قسم منهم الى قبرص... " في هذه الحقبة تمركزت القيادة والزعامة المارونية اولا في بلاد جبيل والبترون طيلة القرن الرابع عشر، ثم انتقلت الى جبة بشري في اواخر القرن الرابع عشر". [5]
  قام المماليك  ايضاً بخطةٍ إستيطانيةٍ جديدةٍ يصفها كتاب التاريخ المدرسي كما يلي: "عمد المماليك إلى توزيع المناطق على أعوانهم ، فأقطعوا كسروان للعسافيين والعرب وبيروت للتنوخيين ، وذلك منعاً لنزول الصليبيين إلى البر وحرصاً على أن لا يتمّ بينهم وبين الكسروانيين أيّ اتصال " [6] وهذا المقطع غنيٌّ عن أيّ تعليقٍ. فوجود القرى الإسلامية ناحية ترشيش مثلاً، سببه مراقبة مرفأ بيروت لصالح المماليك... "وفي النهاية، قام المماليك بردم المرافئ لمنع أيّ إنزالٍ بحري[7].
  خلال حكم آل عساف على كسروان حيث كانت غزير مركز حكمهم اتت جماعات من الشيعة من مناطق بعلبك واستوطنت في فاريا وحراجل، وجاء مسلمون سنة من البقاع واستوطنوا ساحل علما وفيطرون كما انتشر استيطان الدروز في عدة قرى من المتن بعد سيطرتهم على الشوف وعاليه.
إن مرحلة الاحتلال المملوكي هي مرحلةٌ مظلمةٌ، إن من حيث المعاناة المسيحية وإن من حيث قلّة الوثائق التاريخية ..."ولما كانت الحكومة المملوكية لا تعرف نظاماً معيناً لجباية الضرائب ، فلم يكن لهؤلاء السلاطين سبيل الى جمع الاموال الا بابتزازهم اموال الرعية ومصادرة اموال ذوي المناصب ... فيعم البلاد الخراب والدمار ... بالاضافة الى الجراد والاوبئة وسني الطاعون والجفاف... ويقدّر ان سورية ومصر خسرتا من مجموع سكانهما في عهد المماليك نحو الثلثين "[8]
  وقد اصاب المدن الساحلية نصيبها من الخراب في عهد المماليك ،خاصة صيدا وصور وجبيل وذلك بشهادة شاهد عيان وهو الاب فرنشيسكو سوريانو الذي كان خلال النصف الثاني من القرن الخامس عشر رئيساً لدير الفرنسيسكان في بيروت ومعتمد البابا لدى الموارنة ( في كتابه: رسالة حول البلاد المقدسة )على عكس مدينة البترون وجبل لبنان الذي كان ينعم بازدهار وسلام نسبيين، كما جاء في وصف ابن بطوطة( 1304-1377):   "وصلنا الى جبل لبنان فاذا هو اخصب جبال الدنيا فيه الكثير من الفواكه والينابيع والنساك المنقطعين الى عبادة الله."[9] كما يذكر إبن بطوطة أثناء مروره في هذه البلاد سنة 1327 أن عسقلان خراب , وعكا خراب ومدينة صور خراب وبخارجها قرية معمورة"[10]  
  لكن الأكيد، أن العنصر الأساسي الذي مكّن الشعب المسيحي من الاستمرار بالرغم من نير الاحتلال ، هو التفافه حول المؤسسة الكنسية الممثلة بالبطريركية ، التي استمرت بدورها التاريخي وجمعت بين المسؤولية الدينية والمسؤولية المدنية إلى جانب السياسة التي كانت بيد المقدمين حتى يتسنى للمماليك جمع الجزية بسهولةٍ.
إن عدد الموارنة في قبرص دفع بالبطريركية الى إقامة مطرانية مارونية في الجزيرة سنة 1340[11].
 من تواريخ المعاناة في القرن الرابع عشر حوالي سنة 1367، يورد المؤرخ  البطريرك الدويهي  إستشهاد البطريرك  جبرائيل حجولا حرقاً على أبواب طرابلس خارج جامع طيلان في الناحية الجنوبيّة من المدينة , وكان السبب الخارجي هجوم الفرنج من قبرص على الاسكندرية سنة 1365 .
 اما السبب الداخلي فكان الفتنة في صفوف الموارنة  بسبب بدعة اليعاقبة وانقسام الجسم الماروني عندما قام الموارنة المتورطون في بدعة اليعاقبة والمناوؤن للبطريرك ، بتسهيل القبض على البطريرك ووفروا للماليك ذريعة للقبض عليه اذ وشوا به وشايات كاذبة كما يقول الدويهي والقلاعي.
 هذه الجريمة أضعفت السلطة الكنسية واضعفت بالتالي المنطقة المسيحية بالكامل التي تعرّضت لنكسة جديدة واجتياح بما يشبه 1305[12] .
  هذا  الاضطهاد المتواصل  الذي طاول الكرسي البطريركي وصل الى الذروة  بسبب  الوفد الماروني الى الفاتيكان واشتراكه في مجمع فلورنسا سنة 1439 ،اذ هاجم مسلمون من عامة طرابلس مقر البطريركية ، واضرموا النار فيه سنة 1440 [13], مما اضطر البطريرك يوحنا الجاجي إلى النزوح  من إيليج في ميفوق ( التي سكنها البطاركة منذ سنة 1278[14]) إلى وادي قنوبين ليكون تحت حماية يعقوب مقدم بشري. وقد ورد صريحاً في تاريخ الازمنة : "حوالي سنة 1430 ان السلطان الاشرف سيف الدين برسباي اقام يعقوب مقدماً على بشري، ولكن لم تأت النصوص التاريخية على ذكر اي مقدم قبل يعقوب او بعده عيّنه الحكام المسلمون."[15]وقد استمرت البطريركية بين أحضان الوادي المقدس في الأديار المنحوتة في الصخر ما يقارب الأربعماية سنة.
وذكر الدويهي ان يعقوب بن ايوب تسلم الحكم في جبة بشري سنة 1382 "تلك الاسرة من المقدمين التي حكمت جبة بشري في ظل دولة  المماليك البرجية بلقب الكاشف اي المسؤول عن جمع الضرائب ، وبحصانة حيال تدخّل الدولة المباشر في الشؤون الداخلية لتلك المنطقة.[16] وقد إستمرّت مقدميّة بشرّي في سلالة يعقوب بن أيوب عن طريق الذكور , ثم عن طريق الإناث حتى قضي عليها أخيراً عام 1621[17] (على يد فخر الدين المعني الثاني) .
  ابتداء من سنة 1383 تحسنت احوال المسيحيين وعادوا الى بناء الاديار والكنائس التي تهدمت بفعل الحروب الطويلة التي مرت عليهم ، لكن العودة الى الاستقلال والحرية التي كانوا يتمتعون بها كانت ما تزال بعيدة المنال.
وقد ذكر المؤرخ القلشقندي المتوفي سنة 1418 في كتابه " صبح الأعشى في صناعة الإنشاء " ما نصّه :
" وقد اصبحت جبة المنيطرة وجبة بشري وجبة انفة من لواصق والي طرابلس الّذي يعيّن حكامها "[18].
" ولم تذكر أية وثيقة عربية أو غير عربية قبل هذا التاريخ المناطق المارونية في عداد المقاطعات التابعة للدولة الإسلامية .[19]"
  " ومع ذلك ظلّ الموارنة يتمتعون باستقلال نسبي في ادارة شؤونهم وتميّز هذا الاستقلال خاصة بأمور أربع :
* صيانة الارض المارونية من تملك الاجانب واقامتهم فيها (خاصة تجاه الانشقاقات والبدع)
* المهارة في الفنون الحربية والعسكرية،
* رفض الموارنة اي تثبيت لبطريركهم واساقفتهم من جانب اي سلطة غير الكرسي الرسولي
* ادارة شؤونهم بموجب نظام خاص."[20]

  اما الدليل على استقلال البنية الكنسية فهو عدم ورود أي ذكر في التواريخ العربية أو غيرها عن تثبيت بطاركة الموارنة من قبل السلطات الاسلامية، كما أن الموارنة ظلّوا على اتصال مستمر مع الفرنج وملوكهم ، خاصة مع البابا الذي كانوا يستمدون منه التثبيت ومعه كانوا يتبادلون البعثات والوفود طوال عهد الصليبيين وعهد المماليك وغيرهم[21] .
في عهد المماليك  " أوكلت البابوية إلى الرهبان الفرنسيسكان مهمة السهر على شؤون الموارنة والإتصال بالبطريركية في ميفوق  من بلاد البترون"[22].
وقد ذكر المؤرخ الأب طوبيا العنيسي أن البطريرك بطرس الحدثي هو أول بطريرك ماروني تسلّم رسالة من رومية بلقب "بطريرك إنطاكية" وذلك عام 1469 , وقد كانوا يلقبونهم في الأصل "يطريرك الموارنة"[23].هاتين الخطوتين نحو الموارنة كان سببهما المباشر سقوط القسطنطينية بيد العثمانيّن سنة 1453 وفقدان الأمل بأي وحدة أو إستيعاب للكنائس الأورثوذكيّة أو الملكيّة.
في عهد المماليك , وهم من الأتراك والشركس السنّة , لم تكن بلاد الشام منفتحة تجارياً الا على دولة البندقية . من نتائج هذه العلاقات الجيدة ، السماح بانشاء مركزين للرهبنة الفرنسيسكانية في القدس وبيروت باسم ارسالية الاراضي المقدسة[24].
 إن الأخ غريفون الفرنسيسكاني  هو أول مستشار مقيم لدى البطريرك  الماروني من قبل البابوية سنة 1450 , وقد ساهم  بالنهضة العلمية والثقافية مع إرسال ثلاثة من  أبناء الموارنة  للتعلم الى إيطاليا  بعد ان ادخلهم في الرهبنة الفرنسيسكانية   سنة  1470 [25] .
 وأول هؤلاء التلامذة  جبرائيل بن بطرس بن غوريا من لحفد المعروف بالقلاعي والذي اصبح اسقفا  لقبرص ، وهو عندما عاد من روما سنة 1493 واستقر في دير قنوبين , حيث يذكر المؤرخ كمال الصليبي انه كتب زجلياته التاريخّية المشهورة بعنوان "مديحة على جبل لبنان" (مؤلفة من 280 رباعية عامية على الوزن المعروف بالقرّادة ) عن الطائفة المارونية " كشعب مختار , اصطفاه الله , وألجأه الى مناعة جبل لبنان , حيث أوكل اليه المحافظة على الإيمان الصحيح وكرامة المسيحية في الشرق".[26]
  عن الوضع اللغوي يذكر الدويهي :" ومن اخبار هذا الجيل (الخامس عشر) استراحت جبل لبنان وعمرت الكنائس والمدارس... فهملوا الخط الاصطرانجالي المربع وتمسكوا بالسرياني المدوّر. وكانت الناس تقصد السكنى في جبل لبنان من بلدان بعيدة"[27] .
هذا ما جعل البابا لاوون العاشر في براءته الى البطريرك الماروني بطرس الحدثي  سنة 1515 يصف الموارنة أنهم " مصانين في وسط الكفر والبدع كالوردة بين الاشواك"،[28] "لا من حيث سلامة الايمان فحسب ولكن من حيث ان بلادهم جنة أو جزيرة خضراء وافرة الخصب والهناء وسط بحر من العذابات والخراب."[29]
  في خلاصة المرحلة المملوكية التي استمرت حوالي القرنين نجد المسيحيين والموارنة خاصة يرزحون تحت حكم الاقطاعيات العربية التي شلًت استقلالهم وجزًأت مناطقهم الى إمارات يرأسها شيوخ وامراء عرب وتركمان واكراد لكن المقاومة على الصعيد القومي والثقافي واللغوي تواصلت رغم الانكماش الجغرافي وصعوبة التواصل مع الغرب حيث تراجعت اللغة الوطنية السريانية امام العربية. لكن المسيحيين ومنعاً للذوبان الثقافي واللغوي نقلوا قيمهم الفكرية والدينية الى اللغات المسيحية المستمرة ، فبعد ان لجأوا الى اللاتينية انتقلوا الى الايطالية وهي لغة مسيحيي قبرص وتجار البندقية.
  وفي الخلاصة السياسية لفترة المماليك فان المسيحيين والموارنة خاصّة  ورغم فقدانهم استقلالهم والخطر على هويتهم, استمروا في حياة مجتمعية انما مرتبطة بإرادة اقطاعييهم العرب ، فالمقدمون والمشايخ الموارنة كان يعينهم الاقطاعيون المسلمون . فالاقطاعية المارونية لم تعد  تستمد قوتها من شعبها كما في عهد المردة  الاستقلالي الغابر بل من السلطة الاقطاعية العربية .  و كونها معينة من قبل المحتل لم تدع فرصة تمر والا واثبتت ارتباطها بالحكام المسلميين ، وقد طبعت هذه الظاهرة تاريخ لبنان الوسيط بطابع عميق.
2-  المرحلة  العثمانية : حقبة  المقاومة المجتمعيّة والثقافية

  إن سقوط القسطنطينية سنة  1453، قد فتح أبواب المنطقة أمام الغزو العثماني. فبعد أن أكمل السلطان سليم فتحه تجاه الفرس ، قام بالالتفاف غدراً على المماليك والانتصار عليهم في مرج دابق قرب حلب سنة 1516 ، مما سمح بالسيطرة على المنطقة المشرقية وصولاً إلى مصر سنة 1517 . و أصبح المسيحيون ذوو الطقس البيزنطي يتبعون بطريركاً يتم تعيينه من قبل السلطان العثماني في اسطنبول ، إمعاناً في السيطرة على الشعوب المسيحية تحت الاحتلال.
  لقد رسم المؤرخ محمد علي مكّي ملامح المرحلة الانتقالية من المماليك الى العثمانيين كالتالي :"عرف لبنان والمنطقة كذلك تغيّرات عديدة , كان لها أهمية كبرى في رسم الخط التاريخي لحكم العثمانيين في لبنان , واهم هذه التغيرات :
·        التوقف عن اعتماد اللغة العربية لغة رسمية للدولة , واعتماد اللغة التركية محلها ...
·   ضعف الرقابة الرسمية العثمانية بسبب ابتعاد العاصمة (الآستانة) عن البلاد العربية ,مما رسّخ الإقطاع وحوّله  من إقطاع تعييني تديره الدولة , كما كان في العهد المملوكي , الى إقطاع وراثي جامد استغلالي.
·   تدهور أوضاع المقدمين الموارنة في الشمال بسبب طغيانهم , وبروز الدور الفعّال لرجال الدين الموارنة في خدمة المجتمع الماروني , نظراً للصلة الوثيقة مع عامة الشعب .
·   زوال الإمارة التنّوخية بعد حكم مستمر من أوائل العهد العباسي الى نهاية العهد المملوكي ,أي ما يقارب ثمانية قرون ,وقيام الإمارة المعنية  وانفتاح الظروف المؤآتية  أمام الحزبية القيسية بزعامة المعنيين ثم الشهابيين .
·        الاستيطان الكثيف لمنطقة كسروان ,بعد أن بدأت الهجرة إليه من مختلف المناطق والطوائف .
·   الانفتاح العثماني على الغرب وخاصة على فرنسا,وتأثير ذلك على انفتاح المسيحيين على السياسة العامة في لبنان , وبدء التفاعل الايجابي بين الطوائف اللبنانية الذي تمثل في الحكم المعني , بعكس العهد المملوكي الذي كان يتمثل في ضعف التفاعل ما بين  الطوائف  لذلك كان تاريخ لبنان هو تاريخ طوائفه المختلفة " [30]

  عند بداية القرن السادس عشر, "في جبل لبنان كان الوضع على الشكل التالي:
-بلاد البترون وجبيل مع جبة بشري خاضعة لمقدم بشري الماروني التابع لولاية طرابلس.
-كسروان خالية من السكان المسيحيين وذلك منذ اجتياح المماليك سنة 1305 . وكان حكام كسروان من آل عساف يستمدون الولاية من نائب الشام:" هؤلاء العسافّيون الّذين تولوا كسروان من 1306 الى سنة 1590 وصاروا بعد الفتح العثماني، يعينون على بلاد جبيل مقدمين مسلمين في بادئ الامر ثم اقاموا بني حمادة الشيعة ولاة على جبيل."[31]
  خلال معركة العثمانيين مع المماليك " انحاز بنو عساف الى العثمانيين وفازوا معاَ فكافأهم العثمانيون بأن ثبتوهم في حكم كسروان واضافوا الى ولايتهم بلاد جبيل ، وسمحوا لهم بتعمير كسروان بالموارنة وسهلوا لهم ذلك بتخفيف الضريبة عن كسروان ، عندئذ انتقل العسافيون من الذوق الى غزير وجعلوها قاعدة حكمهم "[32].
  وقد ظهرت العلاقة الطيبة بين العسافيين و الموارنة إذ بادر العسافيون الى استقدام آل حبيش الموارنة من يانوح الى غزير في كسروان حوالي 1520 ووكلوا اليهم إدارة أمورهم[33].
  كذلك  " أثناء تفاوض السلطان سليم مع البطريرك شمعون الحدثي الماروني، أقنعه البطريرك بأن لبنان منذ القدم يتمتع باستقلالٍ داخلي والبطريرك لا يتلقى الفرمان كسائر البطاركة، فأعفى السلطان البطريرك الماروني من قبول الفرمان الذي كان قد فرضه على بطاركة الشرق " [34]. كما ان نظام الملل العثماني سمح بالمحاكم الخاصة :"كانت صلاحيات البطريرك والساقفة معاونيه تتناول الأحوال الشخصبة في مختلف قضاياها ... كما كانت تتناول الحق المدني والتجاري والقضايا الجزائية , لأن سلطة البطريرك الماروني كانت سلطة روحية وزمنية " [35]. 
 " إن النظام السياسي العثماني قد حافظ على تقسيم النيابات الست المعمول بها ايام المماليك وهي دمشق , حلب , حماة , طرابلس , صفد والكرك"[36], كما كان يعّين الأمراء والحكام سنوياً لقاء مبالغ من الجزية والضرائب لتجديد هذا التعيين...
 "وقد كان عهد السلطان سليمان عهد الامتيازات مع الدول الغربية اذ وقع معاهدة امتيازات مع اهل البندقية  سنة 1521 كذلك  سنة 1535 الملك الفرنسي فرنسوا الأول عقد معاهدات  ذات طابعٍ اقتصادي وتجاري وديني، فأصبح لفرنسا دورٌ في حماية الكاثوليك داخل السلطنة العثمانية ، مما فتح المجال للإرساليات المختلفة في المشرق واتى دور الانكليز بالحصول على الامتيازات سنة 1580 [37]
  "من بقايا الاستقلال الماروني خلال الفترة العثمانية ان مقدم الجبة كان دائما مارونياً تنتقل اليه المقدمية بالوراثة حسب النظام الماروني القديم . ولكن عوضاّ عن ان يقر البطريرك المقدم الجديد اصبح هذا الامر متعلقاً بمعتمد الدولة الاسلامية في غزير او الشام او طرابلس او غيرها.[38]
  "كما ان المقدم كان شدياقاً اي موظفاً كنسيا يأتمر بالبطريرك فألاب جيروم دنديني معتمد البابا لدى الموارنة حوالي سنة 1596 يقول ان الشدايقة يقومون بوظيفة الحكام العلمانيين ويتولون شؤون الشعب ويفصلون في خلافاته وينوبون عنه لدى الاتراك في كل ما يتعلق بالضرائب واي قضية تطرأ"[39].
  "مع القرن السادس عشر، نرى نهضةً عند المسيحيين والموارنة على كل الأصعدة، روحياً، اجتماعياً، اقتصادياً وسياسياً، طبقاً لهدفين كانا نصب أعين الشعب الماروني:
* الهدف الأول هو الحكم الذاتي داخل جبل لبنان،
* الهدف الثاني هو التعاون الحر والمتبادل مع الجوار والحلفاء في داخل البلاد وخارجها"[40].

  لا بد من ذكر البعثتين البابويّتين الى جبل لبنان للتقصي عن احوال الموارنة ورفع تقرير الى البابوية حول الليتورجيا المارونية وتوافقها مع الليتورجيا الكاثوليكية الرومانية . البعثة الاولى كانت برئاسة الاب جان باتيستا  اليانو الذي حضر المجمع الماروني الاول سنة 1580 [41]  في قنّوبين . لكن رفض البطريرك لتقرير البعثة الاولى  جعل روما ترسل بعثة ثانية برئاسة الاب جيروم  دانديني الذي كتب  في ما بعد كتابا عن مهمته لدى الكنيسة المارونية ...
  لا شك أن لزيارة الموفد البابوي اليانو سنة  1579 ، الأثر الكبير من حيث عقد أول مجمع ماروني ، ومن حيث إنشاء المعهد الماروني في روما سنة  1584 من قبل  البابا غريغوريوس الثالث عشر ، الذي اشتهر بتصحيحه للتقويم المسيحي ،  (بعد مدرسة القديس أتناسيوس لليونان سنة 1576) كما أنشئت المدرسة الأرمنية في روما[42]...
  هذا المعهد الماروني سيخرّج الإكليريكيين والمطارنة والبطاركة على مدى قرنين من الزمن ، مما شكّل نهضةً في جسم الكنيسة والمجتمع ، عدا عن مساهمة الخريحين  الذين انتشروا في دول أوروبا بالنهضة الاوروبية حيث ضرب بهم المثل بالقول "عالم كماروني".
  هنا نجد في تقارير الموفدين اليانو ثم دانديني ، ذكر "للشعب الماروني وللأمة المارونية، ذلك لانتشارهم في مناطق محددة ، حيث يمارسون طقوساً وصلواتٍ مميزةً ، مع عاداتٍ وتقاليد مميزةٍ ، في علومهم وفي بنيتهم العسكرية و السياسية داخل البلاد أو خارجها ، مما شكّل بنيةً مجتمعيةً متماسكة"[43]. كما يذكر دانديني أخلاقهم ومناقبيتهم وتمسّكهم بالكرسي الرسولي [44].
  إن عودة الإتصال بين الموارنة وروما بشكل مكثّف تظهر من عددها , إذ بين سنة 1521 و 1598 نجد ثمانية وفود وواحد وعشرون رسالة وبراءة الى الكنيسة والشعب الماروني...[45]   
 قبل نهاية القرن السادس عشر كان الاباء اليسوعيين قد حلّوا مكان الاخوة الفرنسيسكان في جبل لبنان ليشكلوا صلة الوصل الرئيسية بين الموارنة وروما. [46]
إن الاتصال مع الغرب سرّع النهضة الفكرية من حيث إدخال التقويم الغريغوري  بطلب من اليطريرك يوسف الرزي حوالي  سنة 1608 وإدخال أول مطبعةٍ إلى الشرق سنة 1610 في دير مار أنطونيوس قزحيا.
أما تحت حكم فخر الدين المعني الثاني (1593  -1635 )، فقد أدّى الحلف الجديد مع الموارنة إلى الانتشار السكاني في الشوف ، وقد شاركت الكنيسة في رسم السياسة الخارجية للإمارة ، عبر اتصالاتها مع الإمارات الإيطالية . كما أن الهيكلية العسكرية اعتمدت أيضاً على الموارنة كما يذكر الخوري بولس  قارالي في رسالة الى امير توسكانه فرديناند الأول سنة 1605  " ان الامير فخر الدين اذا جهًز حملة على الاراضي المقدسة امكنه ان يعتمد على عشرين الفاً من نصارى الجبل- اي الموارنة- "[47] .
   إن البراءة الصادرة عن الملك لويس الرابع عشر الى البطريرك يوحنا الصفراوي سنة 1649  التي  يجدد فيها الحماية الفرنسية للأمة المارونية  [48] , ثم  تعيين أبو نوفل الخازن أول قنصل ماروني لفرنسا في بيروت سنة 1664[49] أعلنا حقبة جديدة من العلاقة بين الموارنة و فرنسا.
  الرحّالة الفرنسي دارفيو الذي زار دير قنوبين سنة 1660 دوّن عن البطريرك جرجس السبعلي:" قادنا  البطريرك الى  الكنيسة حيث احتفلنا بالزياح وطلبة السيدة باللغة السريانية , وعلى ذات النغم الذي نرتله نحن في كنائسنا باللغة اللاتينية ...حليتهم الوحيدة هي الفضيلة , لذلك فإن عصيهم من خشب واساقفتهم من ذهب "[50].
  "سنة 1660 فصلت صيدا عن ولاية الشام واصبحت ولاية قائمة بذاتها ,الى جانب دمشق وحلب وطرابلس , فاصبح شمالي لبنان تلبعا لولاية طرابلس وجنوبه لولاية صيدا " [51] , (على خط الفصل الذي يعرف بالمعاملتين) .
.  إبتداءً من سنة 1625 ، توافد المرسلون الغربيون إلى بلاد الشرق وخاصةً إلى مدينة حلب ، حيث سيكون لهذه الإرساليات ولجهود القنصلية الفرنسية الأثر الفعّال في اتحاد الكنائس الشرقية مع روما خلال  القرن الثامن عشر، إذ نشأت طائفة الروم الكاثوليك 1683 والأرمن الكاثوليك 1721 والسريان الكاثوليك 1782. واضظرت الى نقل مراكزها الى جبل لبنان حيث تتأمن الحماية والحرية ...فالمقر البطريركي للطائفة الارمنية الكاثوليكية هو في بزمار منذ 1749 والمقر البطريركي للطائفة السريانية الكاثوليكية هو في سيدة الشرفة في درعون منذ 1784 ومقر الطائفة  الملكية البيزنطية الكاثوليكية هو في عين تراز منذ 1811[52] وما زالوا حتى اليوم .

في نهاية القرن السابع عشر ، نجد ثلاثة احداث اساسية :
·        الأول سياسي ، وهو انتقال الإمارة إلى الشهابيين سنة 1697.
·   الثاني ديني ، وهو الإصلاح الرهباني مع البطريرك الدويهي ، وتأسيس الرهبانيات المارونية الثلاث على مراحل... هذه الرهبانيات، سوف تساهم كثيراً في التوزيع السكاني المسيحي وفي توزيع الملكيات العقارية.
·        الثالث ذات طابع ديني ونتائج سياسية وهو تنصًر الشهابيين السنة  ابتدأ من سنة 1710 ، اذ ولد الامير بشير الثاني مارونياً ، كذلك تنصر ال ابي اللمع الدروز ابتدأ من سنة 1709 ، من اللذين تنصروا ايضاً  آل حرفوش الشيعة وآل الهاشم في العاقورة.[53]
وفي النهاية، لا بد من ذكر المجمع اللبناني في اللويزه سنة  1736 ، حيث تم تنظيم هيكلية الكنيسة المارونية وإنشاء الأبرشيات المحددة جغرافيا واقامة المطارتة في ابرشيتهم  , " فلا يعود الأسقف نائبا للبطريرك ولكن راع لبرشية ورئيسها الفعلي , لكن هذا القرار لم يطبق الا إبتدء من 1819   "[54] , " كما شدد المجمع  على تعميم المدارس والتعليم في كل القرى والمدن والأديار الكبيرة  , وجعل التعليم إلزامياَ وشبه مجانياَ " [55],  إلى جانب أمورٍ تنظيميةٍ كثيرةٍ تختص بالرهبنات مثل الفصل بين الرهبان والراهبات في الأديار ومنح الرهبنات بعض الإستقلالية فب إدارة شؤونهم [56]..." صار هذا المجمع دستورا جديدا للطائفة واساسا لتنظيمها , وقد سارت بموجبه ما بنبف على القرنين "[57]  
كان للمونسنبور العلاّمة يوسف سمعان  السمعاني الحصروني (1768+) ، الدور الأساسي في التحضير والمشاركة بالمجمع بصفته موفدا بابويا  . كما أن الجدير بالذكر ، هو لقاء المطران السمعاني مع والدته في حصرون عند قدومه إلى لبنان وتكلمه معها بالسريانية.
  V - خاتمة : عبر للمقاومة في حاضرها ومستقبلها
   العبر التي لا بد من استنتاجها من معاناتنا التاريخية، هي على مستويين، مستوى القضية المسيحية ومستوى الهوية المسيحية:
     أولاً: بما يخص القضية المسيحية اللبنانية , بجذورها ٌالتاريخيةٌ كما رأينا , فهي قضيةٌ مثلثة الجوانب كما وصفها الأستاذ طوني مفرج : أي " الوجود المسيحي الحرّ في لبنان". وأجمل وصف  للقضية المسيحية اللبنانية هو: " "إن لبنان أكثر من وطن، إنه رسالةٌ في الحرية ومثالٌ في التعددية للشرق والغرب".[58]
      ثانياً: ما يخص الهوية المسيحية المشرقية : هذه الهوية في مكوناتها تجمع الشعوب المسيحية المشرقية... بالاضافة الى "إن ازدهار المسيحية في لبنان هو شرطٌ لوجود الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط"[59].
   "على السؤال ما هي الكنيسة المارونية ؟ نجيب : الكنيسة المارونية هي جماعة من المسيحيين تغرز جذورها في منهج فلسفي- لاهوتي عميق , وقد أعطت لذاتها بنية خاصة في إطار رهباني , وما لبثت أن تحولت إللى كنيسة وطنية لتتمكن من الحفاظ على إيمانها وحريتها وهويتها " [60].
   ان المكونات الأربع للهوية القومية هي: الدين، اللغة، التاريخ والحضارة .
-    دينياّ: نجد المسيحية تجمع الشعوب المشرقية مع وجود الطوائف والطقوس المختلفة.
-    لغوياّ: فإن الينبوع اللغوي الأساسي للمنطقة هو الآرامي السرياني.
-     تاريخياّ: الشعوب المسيحية المشرقية يجمعها تاريخٌ واحدٌ من المعاناة والنضال خلال 13 قرناً.
-   حضارياّ: بالمعنى الواسع بما يشمل الإرث الثقافي والاجتماعي والفكري ، فهي بشكلٍ أساسيٍّ الحضارة المسيحية المشرقية.
      نحن كشعبٍ مسيحي مشرقي أشبه بالهنود الحمر في دفاعنا عن الكيان والهوية والوجود... فنحن أصحاب الأرض الأصليين ، ونحن أصحاب الحضارة الأصليين ، أمّا خصوصية المشرق فتكمن في تعامل الفتح العربي الإسلامي معه ، حيث انتقل من سياسة الإبادة في المرحلة العسكرية الأولى ، إلى سياسة الأسلمة للسكان في المرحلة الإنتقالية، وأخيراً إلى سياسة التعريب في المراحل اللاحقة.
       فالقضية الأساسية عند الشعب المسيحي هي قضية هوية ووجود حرً والمعركة الأساسية هي للمحافظة على هذه الهوية وعلى هذا الوجود . كما حذّر الرئيس الشهيد بشير الجميّل : " إن الخطر ليس على وجود لبنان ، بل على هويته "[61].
      ان المرتكزات الأساسية للهوية  تتعدى التاريخ لتشمل الدين واللغة والحضارة والثقافة بشكلٍ عام... فإذا استثنينا المرتكز الديني، نجد أن المرتكزات الأخرى غير مستقرةٍ أبداً وتظل عرضةً لموجاتٍ متتاليةٍ من التزوير أحياناً والاستيعاب أحياناً أخرى عبر مخططٍ تاريخي نلخصه بعبارتي "التعريب والتذويب"
      العبر التي علينا الأخذ بها، تأتي من محطاتٍ تاريخيةٍ عميقة القدم , لأن تاريخ لبنان لم يبدأ سنة 1943 ولا سنة   1920 ، ولبنان لم يولد مع الامارة ، لكنّه وُلِدَ على يد المسيحيين منذ ثلاثة عشر قرناً ,  فعلينا أن نحافظ على تاريخنا الحقيقي من جيلٍ إلى جيل لأن المعاناة رافقها نضالٌ تاريخي للدفاع عن قضية حقٍ هي قضية الحرية وكرامة الإنسان.
  سبق وذكر البطريرك مار نصرالله بطرس صفير حرفياّ : "إذا خيّرنا بين التعايش والحرية نختار الحرية".
       لزامٌ علينا إذاً، أن نتعرف على مقاومة شعبنا المسيحي بالعمق من جديدٍ وذلك بالتنقيب عن تاريخنا الحقيقي الذي لن نجده في كتبنا المدرسية ، ولا حتى في كتبنا الجامعية "الموحَّدة والموحِّدة". هذا التاريخ سيساعدنا على الحفاظ على وجودنا كمجتمعٍ وانتصار قضيتنا كشعبٍ وعدم خسارة أرضنا كوطن...
   " ليست الوثائق هي التي تصنع الحقائق، بل الروح هي صانعة الحقيقة، وفي النهاية، لا أحد يستطيع ان يفهم تاريخاّ ما سوى صانعي هذا التاريخ... اذاّ، التاريخ ليس مادة ميتة محنّطة بل هوأداة لصناعة مستمرة ، لصياغة متجددة من ابداع يوميّ عند من يرثون هذا التاريخ لا ليوقفوه بل ليكمّلوه وبذلك في تكميله يثبتون صحته...
       بم استمر الموارنة وبم سيضمنون الاستمرار ؟ جوابنا هو كلمة واحدة نعلنها الان: في اساس المارونية راهب قديس,  ففي القداسة بدايتها وفي القداسة ضمانتها وفي القداسة استمرارها وبدون قداسة نهايتها"[62].


[1] صالح بن يحيي : تاريخ بيروت – دار المشرق 1969 -  ص 27
[2]صالح بن يحيي : تاريخ بيروت ص 29
[3] الدويهي : تاريخ الازمنة ص 163
[4]   مسعود الخوند : الموسوعة التاريخية الجغرافية ج 16 ص 81
[5] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 3 ص 547
[6] جوزف اليان : كتاب دروس التاريخ للمرحلة المتوسطة -  دار المشرق 1972 -  ج2 ص 106
[7] حتي : تاريخ لبنان ص 395
[8] فيليب حتي : تاريخ العرب – دار الكشّاف 1952 - ج 2 ص 820
[9] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 108
[10] محمد علي مكّي : لبنان.. ص 211  
[11] مسعود الخوند : الموسوعة التاريخية الجغرافية ج 16 ص 81
[12] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 3 ص 558
[13] كمال الصليبي : بيت بمنازل كثير ص 138
[14] الاباتي بولس نعمان : محطات مارونية .. ص 72
[15] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 51
[16] كمال الصليبي : بيت بمنازل كثيرة ص 134
[17] كمال الصليبي : منطلق تاريخ لبنان .. ص 161
Gaudefroy-Demombynes : la Syrie a l’époque des Mamelouks -Paris 1923 - p228   [18]
[19] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 193
[20] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 47
[21]  بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 50
[22]  كمال الصليبي :  منطلق تاريخ لبنان -  دار نوفل 1992 – ص 155
[23]  كمال الصليبي :  منطلق تاريخ لبنان ص 162 / 164 
[24]  كمال الصليبي :  بيت بمنازل كثيرة ص 140
[25]  كمال الصليبي : بيت بمنازل كثيرة ص 108 / 107
[26]  د.زكي نقاش : اضواء توضيحية على تاريخ المارونية – دار لبنان 1970 – ص 60
[27] الدويهي : تاريخ الازمنة ص 214
[28] الأب طوبيا العنيسي : مجموعة البراءات المارونية -  1911 Bullarum Maronitarum روما -  ص 47
[29] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 109
[30] محمد علي مّكي : لبنان.. ص 281
[31] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص118-126
[32] الدويهي  :  تاريخ الازمنة ص 236
[33] بطرس ضو :  تاريخ الموارنة ج3 ص571
[34]  لحد خاطر :  لبنان والفاتيكان ص 92
[35] الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 98
[36] الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 92

[37] فيليب حتي :  تاريخ العرب ص 824
[38] بطرس ضو :  تاريخ الموارنة ج 4 ص 143
[39]  كمال الصليبي :  مقدمي بشري ( بالانكليزية) ص 22
[40] بولس نعمان :  المارونية ..ص 172
[41] بولس نعمان : محطات مارونية ..ص 78
[42] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ( بالفرنسية) ص525
[43]  حتي : تاريخ لبنان ص 458
[44] . الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 103

[45]  بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 177- 179
[46] كمال الصليبي :  بيت بمنازل كثيرة ص 112
[47] بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 219

[48]  الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 22

 [49]  بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 377  /378   
[50]  الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 59 / 61
[51] الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 93
 [52]  الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 66
[53]  بطرس ضو: تاريخ الموارنة ج 4 ص  464  /  466
[54] الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 39
[55]  مسعود الخوند : الموسوعة التاريخية الجغرافية ج 16 ص 90
1-  [56]  بطرس ضو : تاريخ الموارنة ج 4 ص 433

[57]  الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 103
[58] البابا يوحنا بولس الثاني : الارشاد الرسولي 1998
[59]  رسالة البابا يوحنا بولس الثاني : ايار 1984
[60] الأب يوسف محفوظ :مختصر تاريخ الكنيسة المارونية ص 22
[61]  بشير الجميّل : خطاب الترشيح : 1981
[62] المونسينيور ميشال حايك : مجلة الرعية العدد 418  أذار 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق