الجمعة، 28 يناير 2011

الحريّات الدينيّة وبناء الكنائس في الخليج


الحريات الدينية وبناء الكنائس تتطوّر في الخليج تشهد الحريات الدينية في منطقة الخليج المعروفة تاريخياً بمجتمعاتها "التقليدية المحافظة"، تطوراً كبيراً منذ سنوات عدة، مما ساهم في زيادة أعداد المسيحيين في دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء السعودية التي ما زالت تحظر ممارسة أي شعائر دينية غير الاسلام على أراضيها. كذلك، انتشرت أماكن العبادة والكنائس بشكل غير مسبوق في دول الخليج، وأخذ المسيحيون من كل الطوائف يتجمعون في تلك الاماكن ويقيمون صلواتهم بحرية وبشكل علني.

الفنادق والمجمعات التجارية ومراكز التسوق الحديثة في الخليج أصبحت تتعامل مع تزايد أعداد المسيحيين بواقعية غير معتادة، حيث تقوم في كل عيد ميلاد والاعياد الاخرى، يحتفل بها المسيحيون بتزيين متاجرها بزينة وعبارات وصور خاصة بهم وبطقوسهم. معلوم ان ملايين الاجانب في الخليج يضمّون جاليات مسيحية كبيرة يصل تعدادها الى مئات الآلاف من أبرزها الآسيوية، ثم الاوروبية، تليها الاميركية. هذه الايام، تكون نحو سنة وثلاثة أشهر قد انقضت على افتتاح أول كنيسة في قطر خاصة بالكاثوليك تدعى "سيدة وردية"، في حين ينتظر افتتاح أربع كنائس جديدة خلال الفترة المقبلة لطوائف مسيحية أخرى بينها واحدة للطائفة الارثوذكسية وأخرى للانجليكانية وثالثة للبروتستانت.
يرى عدد من القساوسة ورجال الدين المسيحيين أن بناء هذه الكنيسة في قطر وغيرها في الخليج إنما يعكس تفهم حكومات المنطقة لأهمية التقارب وحرية العبادة. القس توم فينيراسيون المسؤول عن كنيسة "سيدة وردية" التي تتبع النيابة الرسولية في أبو ظبي يرى أن السماح ببناء كنائس في قطر والخليج إنما يعكس تجسيداً فعلياً لحوار الاديان وجدية هذا الحوار وعمق مضمونه. يضيف فينيراسيون إن بناء الكنيسة الكاثوليكية في قطر وغيرها في منطقة الخليج يترجم الحوار عملياً لا نظرياً، ويؤكد بالواقع كيفية العيش المشترك وتفهم الآخر. وأكد فينيراسيون أن الدستور القطري كفل للجميع حرية العبادة واحترام الاديان السموية، لافتاً ان الكنيسة للصلاة ممارسة العبادة فقط، وليس لها أية أهداف تبشيرية أخرى. حسب فينيراسيون، فإن أعداد المسيحيين في قطر يفوق الآن 100 ألف مسيحي، ويقول إن أعداداً كبيرة من العاملين في هذه البلاد، يعيشون من دون عائلاتهم حيث يمرون بظروف، فيجدون في هذه الكنيسة راحتهم وصفاء نفوسهم. قدّرت تكاليف بناء اول كنيسة في قطر بنحو 20 مليون دولار، في حين لا تعلو الكنيسة من الخارج اي صلبان، وذلك بناء على اتفاق مع السلطات القطرية خشية ان يثير ذلك حساسيات في المجتمع القطري الذي ما زال متمسكا بشدة بعاداته وتقاليده المحافظة على غرار المجتمعات الخليجية الاخرى.
يشرف على ادارة الكنيسة وتمويل انشطتها المطران الاسقف بول هندر المسؤول عن ادارة وتمويل جميع الكنائس في منطقة الخليج. المسيحيون في الخليج حسب احصائيات حديثة، يصل تعداد الجاليات المسيحية في منطقة الخليج الى اكثر من 1,6 مليون شخص، وتختلف نسب وجودهم من دولة الى اخرى، فهناك دول يوجد فيها مسيحيون بنسبة 0,05% واخرى بنسبة 10,5%، وأغلبهم وافدون لا ينتمون الى دول مجلس التعاون حيث وفدوا الى دول الخليج من اجل العمل، ومعظمهم من آسيا، وخصوصا الهند والفيليبين، فضلا عن دول عربية اخرى مثل لبنان وسوريا ومصر، اضافة الى الوافدين من الدول الغربية.

يبلغ عدد المسيحيين في دولة الامارات العربية المتحدة قرابة 500 الف من مجمل عدد السكان، وهم يتمتعون بالحرية الكاملة في ممارسة طقوسهم الدينية في الكنائس التي بنيت على اراض قدمت لهم هبة من شيوخ وامراء المنطقة على غرار الكنائس التي يجري بناؤها في قطر.
يعيش في البحرين حوالي 70 الف مسيحي، يمثلون 5% من تعداد السكان، وتمثلهم طوائف الاقباط الارثوذكس والارثوذكس السريان والارثوذكس مالانكارا.
يصل عدد المسيحيين في سلطنة عمان الى نحو 65 الفاً يمثلون ما نسبته 2,5% من عدد السكان، واغلبيتهم ينتمون للكنيسة الارثوذكسية، فضلا عن وجود اعداد اخرى من الطوائف البروتستانتية الانكليكانية الذين يتمركزون في مسقط.
في الكويت، يبلغ عدد المسيحيين قرابة 400 الف، غالبيتهم كاثوليك واقباط، وتضم الطائفة الاولى 100 الف مسيحي، فيما يصل تعداد الثانية الى 90 الفا، ويتوزع الباقون على الارثوذكس السريان ومالانكارا.
في السعودية، يمثل عدد المسيحيين فيها 4% من عدد السكان، اي قرابة 1,5 مليون مسيحي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق