الجمعة، 28 يناير 2011

مشاركة المغتربين في الحكومة الجديدة بقلم صباح نصر

 للبنان طاقات اغترابية مهمة جدا قد تفوق طاقات اللبنانيين المقيمين.
حديثا ذكر غبطة البطريرك صفير ان عدد المغتربين والمتحدرين من اصل لبناني هو نحو عشرة ملايين، اي نحو ثلاثة اضعاف عدد المقيمين في الوطن الام.
والكثير من المغتربين لم ينسوا لبنان ابدا، اذ انهم يترددون الى الوطن لتفقد املاكهم او لزيارة الاهل والاقارب، وهم يستمتعون دائما بجمال لبنان طبيعة ومناخا وضيافة اهله، ومنهم من يتمنى البقاء وعدم العودة الى دنيا الاغتراب. ومن دون شك ان الآلاف من اللبنانيين المغتربين يحظون باحترام وتقدير بالغين اينما حلوا، اذ انهم يتمتعون بمراكز مرموقة، فمنهم رجال اعمال اثرياء جدا واصحاب شركات عالمية، توظف مئات الاشخاص، ومنهم اطباء ومهندسون واداريون وسياسيون ومخترعون وصحافيون وكتاب، واساتذة جامعات، وغير ذلك.
وقلما تزور مدينة في العالم لا تجد فيها لبنانيين مغتربين مبدعين في مراكز قيادية مهمة. عندما كنا طلابا في جامعة كولومبيا في نيويورك كان هناك رؤساء عدد من الدوائر، من اللبنانيين او من اصل لبناني في هذه الجامعة العريقة، وفي البرلمان البرازيلي عشرات النواب وفي الولايات المتحدة ايضا عدد من المسؤولين في مختلف المجالات، منهم في البرلمان وفي مجلس الشيوخ... الخ.
واللبنانيون دائما يقدرون ويثمنون، بل يتغنون بالطاقة الاغترابية الكبرى التي يتمتع بها وطنهم الصغير، التي يعتمدون عليها دائما. ويبدو ان الحكم في لبنان اليوم في حاجة الى دماء جديدة، اذ انه في حالة تشتت وضياع، وكأنه باستمرار يعيد نفسه واقتناعاته وارتباطاته. وقد آن للبنانيين ان توجد في حكومة بلدهم اوجه جديدة ليست موصومة بالفساد و"اللعب على الحبلين" وبيع الوطن "بثلاثين من الفضة"، كما آن لهم ان يعيشوا بكرامة واطمئنان، وان ينعموا بضمانات اجتماعية، خصوصا بضمان للمسنين يشمل الطبابة وتأمين الدواء مجانا.
نعم... هنالك عدد كبير من المغتربين والمهاجرين القادرين والمتفوقين في مختلف المجالات يتوقون للعودة الى بلدهم الام للمساهمة في نموه وازدهاره واستقراره، فلماذا لا يسعى المسؤولون الشرفاء خاصة فخامة الرئيس لتحقيق ذلك؟ كلما فتحنا جريدة نقرأ عن نبوغ وابداع لبنانيين في دنيا الاغتراب، ونتمنى، بصمت، لو ان هؤلاء يعودون الى ارض الوطن للمساهمة في تطويره وحل مشكلاته واعلاء شأنه. ان العالم في تطور مستمر، كما هو الحال في الدول المتقدمة المستقرة التي تركز اولا وقبل كل شيء على كرامة المواطنين وضمان حياتهم وخدمتهم، جميع المواطنين، دون استثناء.
ان المغتربين اللبنانيين في تلك البلدان يلمسون ذلك لمس اليد، وحسبنا انهم يعيشونه من يوم الى يوم. مرة ثانية... حبذا لو يبادر قادتنا المخلصون باستدعاء بعض المغتربين المبدعين للمشاركة في الحكم في بلدهم الام، خاصة ونحن على مشارف تأليف حكومة جديدة. ان المغتربين اللبنانيين في العالم هم ثروة وطنية عظمى... فمتى يستغلها الوطن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق