الاثنين، 21 مارس 2011

عن بكركي والبطريرك الراعي بقلم هيام القصيفي/ النهار

بكركي في مرحلة تاريخية لرسم دورها الوطني مع البطريرك بشارة الراعي

تحديات التنظيم ودور الانتشار الماروني والتزام الشرعة والمجمع الأخير



لا تعكس السكينة التي خلدت اليها بكركي بعد احتفالية انتخاب البطريرك الجديد مار بشارة بطرس الراعي، واقع الحال الذي تعيشه الكنيسة المارونية هذه الايام. ولم تلغ الاحتفالات الاسئلة التي تدور في اروقة الكنيسة علمانيين واكليروسا عن دور بكركي الجديد في ظل التحديات والانتظارات التي يصبو اليها الموارنة. ولعل اعلان خليفة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وفي حضوره، انه سيزور سوريا، كان اول الاجوبة عن الاسئلة السياسية،  لكنه ليس حكما خاتمة الاجوبة عن سلسلة من الاسئلة الوطنية والكنسية، وورشة العمل الجديدة لاستكمال تنظيم الكنيسة المارونية.

 والاعلان عن زيارة سوريا وضع حدا للتساؤلات عن الدور الذي رسمه الكرسي الرسولي لبكركي عبر سفيره في لبنان بعد 25 عاما من الاستقلالية ومن ارتفاع شأنها على يد صفير كنسيا ووطنيا، واي مثال يريده الفاتيكان لمسيحيي لبنان، بعدما حافظ عليهم وسط تشرذم مسيحيي الشرق وخضوعهم لسطاتهم المدنية كما في سوريا. وينقل احد المسؤولين السياسيين الذي يلتقي دوريا السفير البابوي في لبنان غبريالي كاتشا والدوائر الفاتيكانية انه يفاجأ دوما بالاشادات التي يغدقها هؤلاء على وضع مسيحيي سوريا مقارنة مع وضعهم في العالم العربي، ولبنان من ضمنه.

والمفارقة ان تكون السياسة هي التي تناولت موقع الراعي وبكركي المستقبلي لا التحديات الكنسية،  بعد سؤال اولي تداولته الصالونات الشعبية والسياسية، هل الراعي مع قوى 14 او 8 آذار؟ وهل هو مع العماد ميشال عون او مع الدكتور سمير جعجع؟ وهل المشهد "الاحتفالي" الذي دفع بالرئيس نبيه بري والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث وسفير سوريا في لبنان الى زيارة بكركي، كان سيكون نفسه لو انتخب المطران يوسف بشارة بطريركا، على ما دلت عملية البوانتاج الاخيرة عشية التفاهم – او الارادة الفاتيكانية، او كما يحب مؤيدو الراعي تسميتها ارادة الروح القدس؟.
 والاسئلة السياسية مشروعة بعدما شعر فريق سياسي بانه "انتصر" بمجرد ان قدم "بطريرك الاستقلال" استقالته، ورفع السفير البابوي تزكية لتقرير سبق لسلفه ان رفعه، مفضلا ابعاد احد المطارنة الاقوياء لانتمائه الى خط صفير نفسه، على ما يؤكد احد زوار الفاتيكان الذين قرأوا التقرير.
لا شك في ان التحديات الكبيرة التي وضعها الراعي لنفسه سياسيا ستكون كبيرة. وقد اكدت مصادر كنسية رفيعة  لـ"النهار" ان الراعي تعهد قبل انتخابه تنفيذ مقررات المجمع الماروني، ويعني بذلك الوثائق السياسية والاجتماعية والكنسية وكل بنودها. وهذا في ذاته التزام واضح لمسار سلفه صفير في السياسة العامة للكنيسة. لكنه ايضا تحد كبير،  لانه بحسب اوساط رهبانية قريبة منه، فان الدور الجديد الذي يفترض ان يضطلع به مبني على الارشاد الرسولي القائم على ان لبنان بلد الرسالة والحوار والنموذج اي الانفتاح والشراكة مع الآخرين في ظل التحديات التي تواجهه في محيطه، ولا سيما الاصولية . وزيارة سوريا في هذا الاطار تدخل ضمنا ضمن مشروع الحوار من اجل لبنان الذي يحلم به الفاتيكان. فصفير، وفق خبير في الشؤون الكنسية، لم يزر سوريا تماشيا مع معركة السيادة التي بدأها،  لكن الظروف اليوم مغايرة وسوريا لم تعد في لبنان وتحديات الراعي مختلفة في هذا الاطار
أما التحديات الكنسية فكثيرة، واهمها إعادة تهدئة النفوس الرهبانية، والتوفيق بين الدورين الرهباني والابرشي، واعادة التوازن والاستقرار الى الاكليروس الابرشي. فالفرحة التي عمت الرهبان الذين اموا بكركي بالعشرات بعد عملية الانتخاب،  لا تعكس فرحا بانتخاب راهب على كرسي انطاكية وحسب، انما ايضا ترسم مرحلة جديدة بعد "الاجحاف" الذي اختبره الرهبان في حقهم بابعادهم عن كرسي انطاكية لاكثر من مئة عام، وصولا الى تعزيز حصتهم في مجلس المطارنة الجديد الذي ينتخب ثمانية اعضاء منهم في حزيران المقبل. والثمانية المستقيلون بينهم سبعة مطارنة ابرشيين (المركز الثامن شغر بانتخاب الراعي)، والرهبان بدأوا يعدون العدة لتحقيق معادلة جديدة تقلب ميزان مجلس المطارنة الذي قال الراعي عنه انه ستكون له الكلمة الفصل في القضايا المصيرية، ليرتفع عدد المطارنة الرهبان على حساب حصة المطارنة الابرشيين.
والتحديات الاخرى كثيرة، منها استكمال اللائحة الطويلة من انجازات صفير، ومأسسة الكنيسة وتنظيم بكركي مؤسساتيا واحداث تغيير جوهري في عملها التنظيمي، بعيدا عن الاستهدافات، والتعامل مع الابرشيات بحيث لا تصبح جزيرة منفصلة عن الكنيسة الام.



متري: الكنيسة وتجديد نفسها 
يقول الوزير طارق متري الذي رافق مسيرة بكركي مع صفير الذي عرفه منذ عام 1977: "انظر الى دور البطريرك الجديد رئيساً للكنيسة المارونية قبل ان يكون صاحب اي دور آخر، ودوره الكنسي اهم من الادوار الاخرى. والكنيسة المارونية منذ قيام المدرسة المارونية في روما تواجه دوما مسؤولية تجديد نفسها، لمصلحة المسيحيين في العالم العربي. والمجمع الماروني صاغ توجهات الكنيسة وخططها للعمل بما يسمح لها بأن تجدد نفسها في خدمة الجميع. والبطريرك الماروني اضافة الى انه رأس الكنيسة، صاحب دور وطني، ولا يخفى على اي مؤرخ الدور الذي اضطلع به الموارنة بقيادة البطريرك الماروني في تكوين لبنان الذي نعرفه واعطائه عددا من الميزات، ولا سيما لجهة الحرية والحداثة تحديدا. وما يسمى الدور الوطني للبطريرك ينطلق من مسؤوليته للحفاظ على لبنان وميزاته. وبطاركة لبنان وعلى رأسهم صفير عملوا على الحفاظ على ميزاته ودرء أخطار تفتيته وانهياره، ولكن دوما بمنطق ميثاقي. ولم تكن مرة مواقفهم منعزلة عن جميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين. والحساسية الميثاقية وخصوصية لبنان طبعتا مسيرة البطاركة الكبار".

وهل المشهدية الاخيرة في بكركي لحلفاء سوريا في تهنئة الراعي واعلانه زيارة سوريا تشكل تغييرا في المشهد الذي يمكن ان تقدمه بكركي،  يجيب متري: "اعتقد ان ثمة مبالغة في تسييس المسائل وتفسيرها واعطاء مسائل صغيرة الأولوية. فالراعي اولا رئيس كنيسة ويكمل مسار البطاركة التاريخيين، اما الباقي فتفاصيل. فهو يمكن ان يزور سوريا متى يشاء. الموضوع لا يحتمل مبالغات في تفسير دلالاته. فدور بكركي الانفتاح واستقبال الزوار من كل المذاهب والاتجاهات، وهذا لم يكن يوما غريبا عليها. وهنا يجب  الا ننسى دور الموارنة وخصوصيته في لبنان والعالم العربي والنهضة العربية. وهم كان لديهم دوما دور عربي لا يتناقض مع لبنانيتهم. والبطريرك صفير وهو بطريرك المصالحة، كان حريصا على الا يكون دفاعه عن الموارنة فوق مصلحة لبنان. وهذه خصوصية البطاركة الكبار، واعتقد ان الراعي يفكر بالطريقة نفسها،  فالولاء للبنان لا يعني التقوقع والانعزال عن العالم العربي". 

ويختم متري مشدداً على ان الاشكالية كانت دوما بين "دور البطريرك في قيادة شعبه وان يقول كلمته وفق ما يرتئيه في الشان الوطني مثلا، وعلى الآخرين السير بتوجهاته لا ان يكون حكما بين الافرقاء ويعمل على تقريب وجهات النظر السياسية. وانا اؤيد النظرة الاولى لدور البطريرك".


ماضي: الانتشار وجمع الموارنة
أخذ الكلام على الانتشار الماروني حيزا كبيرا في حديث البطريرك الجديد، فيما جرى الحديث عن الدور الذي اضطلع به مطارنة الانتشار في ايصال الراعي الى السدة البطريركية.

يتحدث الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الاباتي ايلي ماضي الى "النهار" عن علامات الازمنة في اختيار البطريرك الجديد، وعن عمل الجمعية البطريركية "في الانتشار الماروني الذي ركز عليه الراعي في معظم احاديثه لاحياء الروح الرسولية" فنعمل جميعا، كل واحد في مجاله يدا واحدة لنجمع الموارنة تحت راية كنيستهم وبطريركهم وعيش الروحانية المارونية الانطاكية الشرقية، ونحافظ على وجودنا ومستقبلنا في البلد. كلنا نعرف ان للانتشار دورا كبيرا في الدعم الاقتصادي للبنان ففي كل عام تصل 8 مليارات دولار تحويلات الى العائلات اللبنانية". 

يعتبر ماضي ان "الحشود التي امت بكركي تشعر الراعي انه "يحمل حملا كبيرا، وليس امرا سهلا ان تؤم بكركي وفود شبابية وطالبية تحمله مسؤولية كبيرة يجب الا يستهين بها أحد. ونحن نصلي له كي يعطيه الله النعمة والقوة والحكمة. فهذه الوفود تقول له انت الخلاص. لان ذلك هو دور بكركي التاريخي،  ويشعر الناس بانهم ارتاحوا وتنفسوا".
وهل كان هؤلاء يشعرون ان ثمة مشكلة مع بكركي سابقا،
يجيب: "ليس الامر على هذا النحو. ولكن كل تجدد يحمل معه امورا مختلفة. لقد انتخب بطريرك جديد، وكل تغيير مفيد. هذه سنة الحياة".
ولماذا الشعور بأن ثمة تياراً غلب وتياراً خسر في انتخابات الراعي، يقول ماضي: "اطلاقا. كان ثمة اجماع عليه. وهو شكر في كلمته اصحاب السيادة وعلى المحبة التي قوبل بها. والمجمع كان مميزا. ربنا اختاره بطريركا كما اختاره سابقا راهبا ومطرانا. وهذه علامة لنا نحن المسيحيين إكليروسا قبل العلمانيين، ان نكون واحدا. وقد تكون السرعة التي حصل فيها الانتخاب، علامة من الله للوحدة والتضامن والمحبة بين العلمانيين من اجل توحيد كلمتنا. فالافكار كثيرة وكل واحد لديه توجه، لكن كما كان يقول البابا يوحنا بولس الثاني " الوحدة في التنوع". والبطريرك الراعي شدد على الشركة والمحبة".
ويحدد ماضي تحديات الراعي ودور بكركي تباعا "كنسيا واجتماعيا ووطنيا
والبطريرك الراعي شارك في السينودس من اجل لبنان وفي المجمع الماروني ومهمته متابعة هذين المجمعين ووضع ما فيهما موضع التنفيذ، بحكمته وديناميته". ويقول: "ما يجب ان يتحلى به المسؤول الكنسي هو التدبير والتعليم والتقديس. اي ان يعرف كيف يدبر الامور ويوجه ويعلم، ويعرف أن يقود شعبه نحو القداسة. وهذه الامور تجمع المواضيع السياسية والاجتماعية، وكلها تحتاج الى حكمة. الزمن اليوم زمن الروح القدس وهو الذي يعمل".
عمليا كيف يترجم عمل الروح القدس؟ يجيب ماضي: "الكلام الان عن التجدد في الكنيسة على مستوى الافراد والاكليروس ونوع من المصالحة مع الذات وتجديد مؤسساتنا وتنظيم انفسنا. ولا ننسَ ان الكنيسة هي كنيسة الفقراء. ونحن نعرف وضع شعبنا واللبنانيين عموما. فالحاجات كثيرة ومؤسساتنا الاجتماعية في حاجة الى تفعيل، وهذه من انتظارات شعبنا".
اما عن الدور الوطني لبكركي فيذكّر بأنها "من مؤسسي الكيان. والبطريرك الراعي كان واضحا حين تحدث عن الدور الوطني وعن زيارة سوريا والابرشيات الثلاث فيها . وهذا تحد كبير يخوضه ولكن في النهاية هذه حياته وطريقه كما مار بطرس الذي انفتح على العالم. المسيح لم يدع لليهود وحدهم، بل للجميع. هناك في سوريا ايضا شعبه. ولا ننسَ ان كلامه المهم هو اجماع مجلس المطارنة لاعلان مواقف موحدة من القضايا الرئيسية".

زيدان: تحديات الانتظارت
يقول المدير العام للمركز الماروني للتوثيق والابحاث المونسنيور كميل زيدان: "نحن الشرقيين لدينا نزعة لتأليه المسؤول، ونعتقد انه قادر على كل شيء. والخوف الكبير ان تتحول هذه الانتظارات الكبيرة من المسؤول بسرعة خيبة امل. ولذلك فالتحدي الاكبر ان يكون البطريرك الجديد قادرا على التجاوب مع انتظارات الناس وموجات الفرح التي عمت مجتمعنا".

اما التحدي الثاني، فان تعود الكنيسة لتصبح بوصلة مجتمعها،  بعد الاشكالات الكبيرة حول سلم القيم الضائعة في شكل رهيب على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاخلاقية. فهل الوجه الشعبي للبطريرك قادر على ان يعيد الناس الى خط خيارات واضحة تعيد تصحيح سلم القيم؟

التحدي الثالث هو ورشة التنظيم العلاقة بين الرهبان والاسقف الابرشي، وهذا جزء من مشكلة هيكلة الكنيسة وتنظيمها. كثيرون يحلمون بان تصبح بكركي منظمة على مثال الفاتيكان. فهل البطريرك الجديد قادر على ان يجمع حوله اشخاصا يستطيعون ان يقوموا بهذا العمل، ويتخطى كل الصراعات الموجودة في الكنيسة والاشخاص الطامحين الى مواقع، ويختار من هم مستعدون للعمل بنفس مسيحي وكنسي، ويبني حقيقة في الهدوء والظل، وليسوا معرضين لتجربة المال وحب الظهور والسلطة، وهي التجارب التي تعرض لها المسيح؟".
 بعدما وضع الفاتيكان يده على الرهبانيات في التسعينات هل ثمة خوف على تأثير فاتيكاني على بكركي، يقول زيدان: "اجيب عن السؤال بالابتعاد عنه الى حد ما. اعتقد ان احد التحديات هو الحضور الماروني في الدوائر الفاتيكانية في ظل سؤال اساسي عن وضعنا هناك ومن لدينا في الفاتيكان ومن يعمل فيه؟ اذا لم نكن حاضرين فلن يكون لدينا اي تأثير. وأمنيتي ان يكون لدينا استراتيجية واضحة لهذا الحضور في الفاتيكان.
ثم، ان غبطته رجل قانون ويعلم اكثر من غيره ان القوانين انطلاقا من نص المجمع الفاتيكاني الثاني تعطيه حماية لاستقلاليته. والخطر من وضع اليد،  يكون اولا بالدفاع عن حقه من خلال القوانين والانظمة المرعية الاجراء في الكنيسة الجامعة والعمل على حضور فاعل اقوى في الكنيسة الجامعة والادارة العامة للفاتيكان. وفي الوقت نفسه العمل جدي وحثيث مع سائر البطاركة الشرقيين  لتحديد موقع البطاركة في الكنيسة الجامعة، وخصوصا السلطة على رعاياها خارج النطاق البطريركي في بلاد الانتشار . وبعد المجمع الفاتيكاني وما صدر حول الكنائس الشرقية، نأمل فعلا وليس قولا الحفاظ على التعددية في الكنيسة. وبما ان الوضع الامني والسياسي والاقتصادي يهجر المسيحيين من المنطقة، فهل ننتظر ان يصبح لدينا بطاركة من دون شعب ومن دون مؤمنين؟ فهل بذلك نحافظ على التعددية في الكنيسة؟ اذا اردنا ان نحافظ على مسيحيي الشرق فيجب اعادة النظر في دور البطاركة الشرقيين وحقهم في الولاية على ابناء رعاياهم.
أما عن العلاقة مع الرهبانيات، فأقول مع انطوان دي سانت اكزوبيري، الصداقة الحقيقة ليست ان يتطلع الواحد الى الآخر بل ان يتطلعا معا الى هدف واحد. لن نتخطى مشكلتنا اذا كنا نتطلع الى قضايا داخلية ومصالح خاصة. والقيادة الروحية هي الاساس عند البطريرك الجديد، فهل هو قادر من خلال الرؤية البعيدة على ان يجعل الجميع يتخطون الصراعات الصغيرة بين بعضهم البعض، سواء بين الاساقفة والرهبان او الكهنة والرهبان او السياسيين ذاتهم".
لبكركي دور سياسي "كما يقول زيدان "شئنا ام ابينا،  وغبطته كان من المشاركين الاساسيين في صياغة شرعة العمل السياسي التي صدرت عن المركز، والتحدي هل هو قادر على ان ينقل النص المرجعي لكنيستنا المارونية الى حيز التطبيق بعدما وصل الى مركز القرار، وان يوظف ايجابا العطف الذي اخذه انتخابه حتى يغير فعليا؟ وهل هو قادر على ان يستقطب الناس حتى لا يضيعوا بين 8 و 14 آذار ويكون خطابه ارفع من الخطابين؟
اما بالنسبة الى سوريا فالقصة ليست قصة ذهابه اليها، وهو كان يلقي محاضرات فيها وفي العراق. ولكن هناك تحد آخر محلي، ماذا نفعل بقضية السلاح وبالمحكمة؟ ما هو موقف الكنيسة من القضيتين اللتين رفعتهما 14 آذار في وجه 8 آذار؟ ما هو موقفها من الضغوط الخارجية على لبنان؟ في تاريخنا البطريركي، كان لدينا بطاركة كبار اتخذوا مواقف جريئة، ولكننا نعرف انهم تعرضوا ايضا لضغوط كبرى. والتحدي هو ان يعرف كيف يحافظ على علاقة مرنة مع الجميع والا يساوم في الوقت ذاته على الخيارات الاساسية. البطريرك صفير لم يكن شعبيا في نظر البعض لكنه كان حكيما وصلبا ولم يساوم رغم كل الضغوط التي مورست عليه".  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق