الخميس، 10 فبراير 2011

السريانيّة لغة أمّ بقلم حبيب افرام

محبسة مار شربل - عنّايا
من مدوّنة الأب جوزف

قد يظن البعض ان مسألة الاعتراف بالسريانية لغة اصيلة تاريخية ووطنية في جميع مدارس بلدان المشرق، قضية ثانوية، في خضم ما تتعرض له المنطقة من زلازل سياسية واقتصادية واجتماعية، وفي ظل حراك شعبي ضد انظمة وفي زمن تصاعد اصوليات الغائية تكفيرية.
لكن الاكيد ان مصير الشرق بأسره، حكومات وشعوبا، قد يكون معلقا، بطريقة ما، على كيفية تعامله مع اقلياته واثنياته وقومياته المتنوعة والمتعددة، وكيف يعترف بهذه الخصوصيات ضمن وعاء حضاري ونهضة فكرية، ومنها احترام اللغات الام، وخصوصا السريانية المقدسة التي تكلم بها السيد المسيح والتي كانت لغة المنطقة وكل امم الشرق، كما هي الانكليزية اليوم او اللاتينية في عصور غابرة.
ان السريانية ليست لغة مذهب او فئة او كنيسة او شعب، وليست لغة قديمة ميتة، بل هي لغة حية واساس ثقافي وحضاري انبثقت منه اللغة العربية. انه تحد امام العقل العربي والاسلامي، ليس فقط عبر التصدي لموجة الارهاب ضد مسيحيي الشرق، بل في خلق فكر جديد نابع من حقائق التاريخ، يحترم كل الخصوصيات، كل التنوع، كل المذاهب، كل الطوائف، كل القوميات، وكل اللغات في المشرق، على قاعدة المساواة التامة. انها ثقافة جديدة مطلوبة بدل ثقافة الحقد والالغاء والشوفينية والشعب المختار.
واين يقف لبنان؟
هل سيبقى متحجرا ما بين ارقام 8 و14؟
هل سيبقى نظامه معلقا على محاصصات طائفية ومذهبية فقط؟
هل يمكن ان يكون رائدا حقيقة، ليس فقط في الاعتراف المطلق بالهويات المتصالحة، بل مساحة حريات وارث حضاري يكسر صنمية القوميات الجامدة المتحجرة ويفتح صفحة التآلف والتضامن والتقارب في المشرق. فهل تعترف الحكومة العتيدة الآتية بالسريانية لغة وطنية؟
* رئيس الرابطة السريانيّة - جريدة النهار - 4 شباط 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق