الثلاثاء، 8 مارس 2011

ماذا ينتظر الموارنة من بطريركهم / من إعداد طانيوس شهوان



مقدمة:
في سياق التحضير للانتخابات البطريركية قامت مؤسسة "غلوبل فيزون" بدراسة ميدانية استطلعت فيها آراء عيّنة عشوائيّة من الموارنة في لبنان بلغ عددها 386 شخصاً تمّ اختيارهم استناداً الى مبادئ العيّنة الحصصيّة (Méthode des quotas) ومتغيّراتٍ تراعي الانتشار الديموغرافي الماروني في لبنان (المحافظة، القضاء، والأبرشية)، والفئات العمريّة (6 فئات) التي يتوزّع عليها الموارنة، ومتغيّر الجنس. نفّذت المؤسسة هذا الاستفتاء استناداً الى استمارةٍ ضمّت 27 سؤالاً توزّعت على المحاور الآتية:
المحور الأوّل: الالتزام المسيحي والحياة الروحيّة.
المحور الثاني: الروحانية المارونية في عالم اليوم.
المحور الثالث: المجمع البطريركي الماروني.
المحور الرابع: تقويم أداء المؤسسات في الكنيسة المارونية.
المحور الخامس: دور العلمانيين في الكنيسة المارونية.
المحور السادس: هويّة البطريرك الماروني المنتظر والمواصفات التي يجب أن يتمتّع بها والمهمات التي تنتظره.
المحور السابع: الكنيسة والسياسة.
نعرضُ في هذا التقرير النتائج الأوّلية لبعض محاور هذا الاستفتاء مساهمة في رصد التحدّيات التي تنتظر البطريرك الجديد والتي عبّرت عنها هذه العيّنة من الموارنة في لبنان.

 توصيف العيّنة:

أمّا توزّع هذه العيّنة على الأبرشيات المارونية فكان، كما يلي:
أبرشية طرابلس المارونية 19,7% وأبرشية بيروت 17,9%. يليهما من حيث الترتيب: 9,6% من رعايا أبرشية صيدا ودير القمر، 8,5% من رعايا أبرشية أنطلياس، 7,5 من رعايا نيابة جونيه، و7% من رعايا أبرشية جبيل. وقد تراوحت نسب نيابة بشري وأبرشية البترون ونيابة صربا في العيّنة بين 5,4% للأولى والثانية و5,2% للثالثة. أمّا أبرشية زحلة فكانت حصتها 4,9% من المستجوَبين، بينما بلغت حصّة نيابة زغرتا 3,4% وحصّة أبرشية صور 2,8% وحصّة أبرشية دير الأحمر 2,6%.
على مستوى متغيّر الجنس، تساوى الجنسان في العيّنة المذكورة بنسبة 50%.
وتوزّع المستجوَبون على ستّ فئات عمريّة بحسب الجدول رقم 4، وبنسب متقاربة كما يلي: بين 17,1% و18,7% للفئات العمرية الشابة (بين 18 و41 سنة)، وبين 14,8% و15,5% للفئات الأكبر (42 سنة وما فوق). وقد اعتمدنا هذا التوزيع الضيّق للفئات العمريّة توخّياً لاستكشاف آراء المجموعات الشابّة بطريقة دقيقة.
واعتبر المستجوَبون، في غالبيتهم الساحقة، أنّهم مؤمنون على المستوى الديني (96,9%)، في حين أكّد 53,1% منهم أنّهم مؤمنون ممارسون لواجباتهم الدينية، بينما صرّح 43,8% أنّهم مؤمنون غير ممارسين. وأخيراً أعلن 1,6% منهم أنّهم غير مؤمنين.
وغالبية المستجوَبين (72%) هم من المتعلّمين، 42,7% منهم جامعيّون و29,3% ثانويّون، بينما شكّل ذوو المستوى العلمي المتدني نسبة 8%، ومن هم ذوو مستوى تكميلي 18,1% من العيّنة المستجوَبة.
أخيراً يدلّل الجدول الرقم 7 أنّ 64,8% من المستجوَبين يعملون، بينما يشكّل غير العاملين نسبة 33,7% من العيّنة، وأنّ معظم هؤلاء هم من الطلاب وربّات المنازل والمتقاعدين.

 الروحانيّة المارونيّة في عالم اليوم:
حصلت معظم الخيارات المقترحة للاجابة على السؤال في شأن "تجسيد الروحانية المارونية في عالم اليوم" على معدّلات متقاربة وتعدّت كلها المستوى المتوسّط فكان أدنى تلك العلامات 5,7/10 وأقصاها 6,8/10.
يرى المستجوَبون في المرتبة الأولى أن تجسيد الروحانية المارونية يتمّ من خلال عمل الكنيسة التربوي (6,8/10) وذلك بسبب انتشار المؤسسات التربوية التابعة للكنيسة المارونية بكلّ أشكالها، الأبرشية والرهبانيّة.
وحصلت الحياة الرهبانية على معدّل 6,7/10 من حيث تجسيدها الروحانية المارونية في عالم اليوم، يليها الحفاظ على إرث مار مارون الروحي (6,4/10) ثم العمل في المجال الإنساني (6,3/10) فالعمل الوطني بمعدّل 6/10. وأخيراً حصلت "مواكبة العصر" على المعدّل الأقل بين الخيارات المطروحة (5,7/10).
ويؤكد تمركز كلّ المعدّلات المتّصلة بالاجابات الممكنة عن هذا السؤال قوّة تمظهُر الكنيسة المارونية وروحانيّتها في المجالات المذكورة أعلاه وهذا يعني كذلك أنّ نسبة كبيرة من الموارنة تدرك جهد الكنيسة المارونية في تجسيد روحانيّتها في المجالات المذكورة أعلاه في الجدول رقم 8 وتدرك ذلك.

 المجمع البطريركي الماروني
صرّح 68,4% من المستجوَبين عن علمهم بانعقاد المجمع البطريركي الماروني وذلك بحسب الجدول رقم 9، في حين صرّح 30,3% أنّهم إطلعوا على مقرراته بحسب الجدول رقم 10. وهذا يعني أنّ الجهد الذي تبذله الكنيسة المارونية على هذا الصعيد لم يشمل غالبيّة مؤمنيها.
على صعيد المستجوَبين الذين اطلعوا على مقرّرات المجمع، اعتبر 73,8%، وبحسب الجدول رقم 11، أنّ أكثر ما نجحت الكنيسة المارونية في تطبيقه من مقررات المجمع البطريركي هو ما تحقّق على مستوى الحياة الروحيّة. ورأى 61,3% من مجموعة الأشخاص هذه أنّ المقررات تجسّدت في التجدد الروحي في الكنيسة المارونية. وتوافق 57,5% من هذه المجموعة على أن مقرّرات المجمع البطريركي على مستوى الانتشار الماروني في دنيا الاغتراب قد طبّقت، في حين اعتبر 56,3% من اولئك أنّ مقررات المجمع البطريركي على المستوى التربوي قد طبّقت.
ورأى 82,5% من الذين اطلعوا على مقررات المجمع البطريركي الماروني أن مقررات هذا المجمع على المستوى الاقتصادي لم تطبق، وتوافق 66,3% منهم على القول أنّ مقررات المجمع على مستوى تجدّد الأشخاص والمؤسسات لم تطبق كذلك. أمّا المقررات على المستوى السياسي فاعتبر 63,8% أنّها لم تطبق. واعتبر 56,3% من هؤلاء أن المقررات على المستوى الاستشفائي لم تطبق، في حين تساوت تقريباً نسب الأشخاص التي اعتبرت امّا أنّ المقررات على المستوى الاجتماعي قد طبّقت وامّا أنّها لم تطبق (47,5% طبقت، 48,8% لم تطبّق).

أمّا دور الكنيسة المارونيّة في خمسة أنواع من مؤسساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية والأوقاف والحركات والمنظمات الرسوليّة العلمانيّة فحاز تقريباً النسب ذاتها من الاجابات التي وردت في الجدولين رقم 11 و12. فبالنسبة الى المؤسسات التربوية، يبيّن الجدول رقم 13 نسب الرضى نفسها، ذلك أنّ نسبة لا يستهان بها، 63,5%، اعتبرت أنّ دور الكنيسة المارونية في هذه المؤسسات هو دور جيد بينما رأت نسبة 28,8% أنّه دور لا بأس به في حين رأت نسبة 7,8% أنّ هذا الدور سيئ.
على مستوى دور الكنيسة المارونية في المؤسسات الاستشفائية، تراجع رضى المستجوَبين عنه اذ اعتبر 38,8% فقط منهم أنّه دور جيد، ورأى 37% أن لا بأس به، فيما أكّد 24,1% عدم رضاهم عن هذا الدور واعتبروه سيّئاًُ .
أمّا في المؤسسات الاجتماعية فتتقاطع الاجابات مع تلك التي وردت في الجدولين رقم 11 و12. اذ اعتبر 46,9% أنّ دور الكنيسة في المؤسسات الاجتماعية لا بأس به رأى 32,4% أنّه جيد فيما وصّفه 20,7% بالسيئ. وهذا يعني أنّ هذه المعدّلات تتقاطع مع تلك التي وردت في الجداول 11 و12 والتي كانت قريبة من المعدّل الوسطي. ويؤشّر الجدول رقم 13 الى تململ يقترب من عدم الرضى على دور الكنيسة المارونيّة في ادارة أوقافها، اذ اعتبر 42,7% أنّ هذا الدور لا بأس به، ورأى 28,5% أنّه سيئ، فيما وصفه 27,7% فقط من المستجوَبين بأنه جيد.
وظهّر أنّ ما يساق تقريباً من تململ وعدم رضى عن دور الكنيسة المارونية في المؤسسات الاجتماعية يساق كذلك على دورها في الحركات والمنظمات الرسولية العلمانية اذ اعتبر 45,1% من المستجوَبين أنّ دور الكنيسة في هذه المؤسسات لا بأس به، ورأى 22,5% أنّه سيئ ووصفه 26,9% فقط بالجيد.
واقترح المستجوَبون وبحسب الجدول رقم 14، أفكاراً تحسّن أداء الكنيسة المارونيّة

ويدلّ الجدول رقم 15 على أنّ غالبيّة المستجوَبين (61,9%) اعتبرت أن المؤسسات الكنسية هي في خدمة أبناء الكنيسة، بينما نفى 32,9% ذلك. واعتبر مجموع 4,6% من المستجوَبين، تحت عنوان غير ذلك في الجدول رقم 15، أنّ الكنيسة ومؤسساتها تخدم أبناءها ولكن بطريقة غير كافية (2,3%)، وأنّ نوعية عمل المؤسسات الكنسية تتّصل بمواصفات الأشخاص المسؤولين عنها والمناطق اللبنانيّة (1,8%)، وأنّها خدمات تتمّ بعد التدخّل والتوسّط (0,5%).

 دور العلمانيين في الكنيسة المارونية
يؤشّر الجدول رقم 16 الى أنّ 72,8% من المستجوَبين يؤكدون أهمية دور للعلمانيين في الكنيسة المارونية فيما يعتبر 26,7% أنّ ذلك الدور غير مهم.
وأكّدت اجابات المستجوَبين في الجدول رقم 17، وبنسبة 90,7%، أنّ لهذا الدور تأثيراً كبيراً (48,4%) ومتوسّطاً (42,3%) بينما اعتبر 8,5% من هؤلاء أنّ دور العلمانيين في الكنيسة المارونية ذات تأثير محدود.
جدول رقم 17: توزّع آراء المستجوَبين الذين أكّدوا دور العلمانيين في الكنيسة المارونية بحسب قدرة التأثير

 مجلس المطارنة الموارنة
استوضحت الاستمارة الاستفتائية رأي العيّنة المستجوَبة في شأن مجلس المطارنة الموارنة وأهمّيته وتأثيره في الحياة الكنسية والوطنية. ودلّت اجابات المستجوَبين، بحسب الجدول رقم 18، أنّ 53٫4% منهم يعتبرون أنّ أهمّيته كبيرة، وأنّ 36% يعتبرونها متوسّطة، بينما رأى 10% فقط من المستجوَبين أنّ أهمّيته لا تذكر.

وعن تأثير هذا المجلس في الحياة الكنسية والوطنية، أكّدت اجابات المستجوَبين، وبحسب الجدول رقم 19، أنّه كبير. فعلى مستوى تأثير هذا المجلس في الحياة الكنسية رأى 65% من المستجوَبين أنّه عالٍ. ورأى 27,7% أنّه تأثير متوسّط، في حين اعتبر 7,3% أنّ لا تأثير لهذا المجلس في الحياة الكنسية. وتتقاطع هذه النسب مع تلك التي وردت في جداول أخرى والمتّصلة بتجسيد الروحانيّة المارونيّة في عالم اليوم وبأداء المؤسسات الكنسية المارونية وبفعاليتها وبدور الكنيسة فيها، وهذا يعني أنّ المستجوَبين يربطون في شكلٍ عضوي وبنيوي بين مجلس المطارنة الموارنة والمؤسسات الكنسية المارونية على أنواعها، ويعتبرونه بطريقة ما المرجعيّة المارونيّة العليا التي تتصل بها كلّ المؤسسات المارونية من دون استثناء.
أمّا في اجابات المستجوَبين المتّصلة بتأثير مجلس المطارنة الموارنة على الحياة الوطنية فيدلّ الجدول رقم 19 على أنّ تلك التي تعتبره عالياً ومتوسطاً قد تساوت تقريباً (42٫2% تأثير عالي و40٫9% تأثير متوسّط). وهذه النتيجة تتقاطع كذلك مع تلك المتّصلة بمواقف المستجوَبين من دور الكنيسة المارونية في المجال السياسي وادائها فيه والتي وردت في جداول سابقة.
وفي ما يتّصل بانتخاب السادة المطارنة والسيّد البطريرك اعتبر 64% من المستجوَبين أنّ هناك تدخلات في انتخابهم بينما رأى 34,5% أنّ لا تدخلات فيها.

الكنيسة المارونية والسياسة
1 - عرضت الأسئلة 23 و24 و25 من الاستمارة الاستفتائية لموضوع الكنيسة المارونية والسياسة. بدايةً دلّت اجابات المستجوَبين أنّ 75.6% منهم يعتبرون أنّ للكنيسة المارونية دوراً في السياسة فيما اعتبر 24.1% منهم أنّ لا دور لها في هذا المجال.
ورأى من اعتبروا أنّ للكنيسة المارونية دوراً في السياسة، بحسب الجدول رقم 22، أنّ هذا الدور يقوم على "الدفاع عن الطائفة المارونية" بنسبة 46,3%، و"اختيار الاتجاه السياسي الذي ينسجم مع المسلّمات المارونية" بنسبة 21,4%، و"التوجيه العام" بنسبة 22,2%. أمّا من اعتبروا أنّ هذا الدور يقوم على الحياد فبلغت نسبتهم 10,1%. انّ 67,7% ممن يعتبرون أنّ للكنيسة المارونية دوراً في السياسة يعتبرون أنّ ذلك الدور يقوم على الدفاع عن الطائفة المارونية ومسلّماتها.

على رغم اعتبار غالبية المستجوَبين أنّ للكنيسة المارونية دوراً سياسياً استقرت نسبة مؤيدي تدخلها في السياسة على 51,8% بحسب الجدول رقم 23، بينما لا يؤيد هذا التدخّل 47,4% من العيّنة المستجوَبة. ويعكس هذا الانقسام العمودي بين الموارنة في شأن تدخّل الكنيسة المارونية في السياسة في المرحلة الراهنة، الانقسام السياسي الحادّ الذي يطبع الحياة السياسية في لبنان ويوزّع العاملين في المجال السياسي بين قوى المعارضة وقوى الموالاة.
وعما هو مطلوب من الكنيسة المارونية في المجال السياسي اعتبر 72,3% من المستجوَبين وبحسب الجدول رقم 24، أنّ الكنيسة المارونية مدعوّة الى اتخاذ مواقف توجيهيّة مستقلّة عن التيارات السياسية، بينما رأى 19,7% أنّها مدعوّة الى "مسايرة" كلّ الأطراف السياسيين. ورأت قلّة من المستجوَبين أنّها مدعوّة الى الاهتمام بالشؤون الروحية فحسب (1,8%) والشؤون الاجتماعية (0,5%).

في الخلاصة يبدو واضحاً أنّ غالبية العيّنة المستجوَبة تعتبر أنّ للكنيسة دوراً في السياسة وأنّ هذا الدور يقوم على الدفاع عن الطائفة المارونية ومسلّماتها من خلال اتخاذ قرارات سياسية مستقلّة عن التيارات السياسية في البلاد. كذلك يبدو أنّ أكثر من نصف هذه العيّنة يؤيّد تدخّلها الحالي في المجال السياسي في لبنان ويعتبرها انها تؤدي دورها فيه.

مواصفات البطريرك وما ينتظره منه الموارنة في لبنان والتحدّيات والمشكلات التي يعرض لها الواقع؟
عرضت الاسئلة 20، 21، و22 من الاستمارة الاستفتائية مواضيع تتصل بما يمثّله البطريرك الماروني اليوم عند الموارنة، والمواصفات التي يتمنّى الموارنة أن يتمتع بها بطريركهم الجديد ومهماته. وعرض السؤال 26 للمشكلات التي تواجه المسيحيين في لبنان في المرحلة الراهنة، والتي تترتّب على البطريرك الجديد مسؤوليات حيالها. يمثّل البطريرك الماروني في رأي المستجوَبين، استناداً الى الجدول رقم 25 أربع صفات أساسيّة هي: صفته رئيساً للكنيسة المارونية بنسبة 47% من آراء المستجوَبين، مرجعاً وطنياً جامعاً بنسبة 44,6%، رمزاً لوحدة الكنيسة بنسبة 35,5% ومرجعاً سياسياً مارونياً بنسبة 30,8%. وقد أتت هذه النسب نتيجة للخيارات المتعدّدة التي عُرضت على المستجوَبين والذين تركّزت خياراتهم على الصفات المذكورة أعلاه استناداً الى امكان اعتماد أكثر من اجابة عن هذا السؤال.  وحازت الصفات الأربع الأخرى التي عرضت لها الاستمارات (رمز الانقسام الوطني، رجل في المكان غير المناسب، مرجع سياسي لـ 14 آذار وشخص عادي كباقي الناس) مجتمعةً على نسبة ضئيلة بلغت 1٫4% من مجموع المستجوَبين.
وهذا يعني أنّ غالبية عظمى من المستجوَبين تقدّر البطريرك الماروني وتصفه بطريقة ايجابية وتعتبره رمزاً للكنيسة المارونية ومرجعاً وطنياً جامعاً ورمزاً لوحدة الكنيسة ومرجعاً سياسياً مارونياً
وفي سياق تحديدهم للمواصفات التي يرغبون في أن يتمتّع بها البطريرك الماروني الجديد، اعتبر 69.2% أنّه يجب أن يكون رجل علم ومعرفة، وأن يتمتّع بقوة الشخصية (68٫1%)، وأن يكون رجلاً متواضعاً مصلّياً متمتّعاً بحياة روحيّة حقيقية (64٫8%). بعد المواصفات التي حازت النسب التي فاقت الـ60%، حدّد المستجوَبون مواصفات أخرى حازت معدّلات متوسّطة، فاعتبر 49,2% انّ البطريرك يجب أن يكون شفّافاً، بينما حازت صفة "الانفتاح" 45,3%. أمّا المواصفات التي حازت أقلّ من 35% فكانت القدرة على التعاطي مع الحداثة بنسبة 32,4%، والتواصل مع وسائل الاعلام بسهولة بنسبة 21,8%. أمّا الصفات الثلاث التي يعرض لها الجدول (القدرة على جمع الموارنة تحت راية الكنيسة، الاندفاع على مساعدة الناس، العدل) فحازت مجتمعة 1,8%. وأتت هذه النسب نتيجة للخيارات المتعدّدة التي عُرضت على المستجوَبين، والذين تركّزت خياراتهم على الصفات المذكورة أعلاه استناداً الى امكان اعتماد أكثر من اجابة عن هذا السؤال.
وفي سياق اجاباتهم عن المهمات التي يعتبرون أنّ البطريرك الماروني الجديد مدعوّ الى القيام بها، اعتبر 71,5% من أفراد العيّنة المستجوَبة أنّ على البطريرك الماروني الجديد أن يوحّد الموارنة والمسيحيين. واحتلّت مهمّة العودة بالكنيسة الى الحياة الروحية المرتبة الثانية بنسبة 59,3%. هاتان هما المهمّتان اللتان حازتا النسب التي تفوق 55%. أمّا المهمات التي حازت  نسبٍاً وسطية فكانت توحيد اللبنانيين، تفعيل حضور المسيحيين في العالم العربي، والاهتمام بالأجيال الشابة. في الواقع يدلّ الجدول رقم 27 على أنّ 49,2% من أفراد العيّنة المستجوَبة  حدّدوا للبطريرك الجديد مهمّة توحيد اللبنانيين، وأنّ 45,9% طالبوه بتفعيل حضور المسيحيين في العالم العربي، وأنّ 43,3% منهم صرّحوا بأنّ مهمّة البطريرك الجديد تقوم على الاهتمام بالأجيال الشابة. أما المهمات التي حازت أقلّ من 35% من آراء أفراد العيّنة المستجوَبة فمتّصلةً بعمله في الكنيسة اذ رأى 33,9% منهم أنّه مطالبٌ بتحديث عمل المؤسسات الكنسية، واعتبر 32,6% أنّه مدعو الى تطبيق مقررات المجمع البطريركي الماروني وصرّح 26,2% انّ عليه السهر على العاملين في المؤسسات الدينية.
أمّا المهمّة المتّصلة بالاهتمام بالانتشار الماروني في دنيا الاغتراب فلم تتعدَّ 0٫5% وهي تتقاطع مع نتائج أخرى عُرضت في جداول سابقة تدلّ على رضى غالبية أفراد العيّنة المستجوَبة عن العمل على مستوى الانتشار
رتّب أفراد العيّنة المستجوَبة المشكلات التي طرحها السؤال رقم 26 من الاستمارة الاستفتائية من الأكثر أهمّية الى الأقلّ أهمية. فاعتبر، في الترتيب الأوّل، 42,6%، أنّ الهجرة هي المشكلة الأساسية التي تواجه المسيحيين في المرحلة الحاضرة، وتلتها مشكلة "الابتعاد عن الحياة الروحية" بنسبة 17,8%، ومشكلة بيع الأراضي بنسبة 11%. وبدا واضحاً انّ الإنقسام السياسي له الأولوية عند 9,4% من المستجوَبين، بينما أعطى 8,9% مشكلة فرص العمل الأولوية. واعطت قلّة من المستجوَبين "الأوضاع السياسية غير المستقرة" الأولوية بنسبة 4,7% في حين اعتبر 1,6% أنّ الأولوية في المشكلات يجب أن تعطى للأصولية الدينية الإسلامية.
وفي ترتيبهم الثاني للمشكلات، حصلت مشكلة "بيع الأراضي" على النسبة الأعلى من آراء المستجوَبين بنسبة 24,1%، تليها مشكلة "الهجرة" بنسبة 18,4%، فـ"الانقسام السياسي" و"الابتعاد عن الحياة الروحية" بنسبة 12,4%. بينما تساوت في الترتيب الثاني مشكلتا "فرص العمل" و"الأوضاع السياسية غير المستقرة في لبنان" بنسبة 10,1%.
في الترتيب الثالث والرابع للمشكلات حصلت مشكلة "الانقسام السياسي" على النسبة الأعلى من آراء المستجوَبين (17,4% في الترتيب الثالث، 17,1% في الترتيب الرابع)، بينما حصلت مشكلة "الأوضاع السياسية غير المستقرة في لبنان" على الأوّلية في الترتيب الخامس بنسبة 17,5%. وجاءت مشكلة "فرص العمل" لتحتلّ في الترتيب السادس الأوّلية بنسبة 14% من اجابات العيّنة المستجوَبة، بينما احتلّت مشكلة "التباعد بين العلمانيين ورعاة الكنيسة"  الترتيب السابع والثامن الأوّلية بنسبة 20,6% في السابع و24,5% في الثامن. أخيراً احتلّت في الترتيب التاسع، في الجدول رقم 28، مشكلة الأصولية الدينية الإسلامية بنسبة 32,5%. وظهرت منذ الترتيب الرابع وحتى الترتيب التاسع مشكلة "السعي وراء المصالح الشخصية على حساب الخير العام" بطريقة لافتة اذ بدأت النسب التي تعطيها الأولويّة في تصاعد مستمرّ الى أن احتلّت المرتبة الثانية في الترتيب السابع (16,1%) والثامن (21,4%) والتاسع (20,3%).

نتائج استمارة استفتاء أجرتها مؤسسة "غلوبل فيزيون للدراسات".
المدير العام للمؤسسة.

طانيوس شهوان      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق