الاثنين، 28 فبراير 2011

خليفة صفير كخليفة يوحنّا بولس الثاني بقلم الدكتور ناجي ميماسي




لو أتى موقف الفاتيكان في الشأن المارونيّ لصالح بقاء الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريركًا لإنطاكية وسائر المشرق لكانت وسائل إعلام لبنانيّة كثيرة رأت فيه تدخّلاً سافرًا في الشأن اللبنانيّ الداخليّ، وحربًا صليبيّة من نوع جديد، وانحيازًا فاضحًا لصالح فريق لبنانيّ على حساب آخر. أمّا وقد وافق بابا روما على استقالة بطريرك الموارنة فسيعتبر الفريق الذي روّج لهذه الاستقالة منتصرًا بعدما أسال حبرًا كثيرًا في رسم سيناريوتها بإيعاز من السفير البابويّ في لبنان وعبر تسريب معلومات من بعض المطارنة والكهنة المعنيّين مباشرة بموضوع خليفة صفير.
سيكتب الكثير في شأن استقالة البطريرك المارونيّ، وستتباين الآراء في شأن توقيتها وظروفها والعوامل التي أدّت إليها. لكن ما لا يمكن عارفًا في النفسيّة المارونيّة أن يتجاهله هو أنّ خليفة صفير سيكون كخليفة يوحنا بولس الثاني، مع فارق جوهريّ هو أنّ البطريرك المارونيّ لا يزال حيًّا ونشيطًا وقادرًا ولو بصمته على إلقاء ظلال وجوده على خليفته أيًّا يكن اسمه وشكله وانتماؤه. خصوصًا متى لاحظنا أنّ المطارنة الذين يتمّ تبادل أسمائهم، وأنا أعرف الكثير عنهم، لا يملكون الكاريزما التي لصفير. وسيكون من المستحيل في حفلة تنصيب البطريرك الجديد أن تقتنع الكاميرات بعدم الالتفات إلى الكاردينال صفير الذي سيكون نجم الاحتفال.
وفي خضم الوضع المسيحيّ المشرقيّ الخطير، وأمام ما يواجهه الموارنة من هجمة شرسة على تراثهم وفكرهم وحضارتهم ووجودهم، أتمنّى ألاّ يكون ظلّ البطريرك مار نصرالله بطرس صفير المخيّم على بكركي هو الهمّ الوحيد الذي يؤرق البطريرك الجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق